شهد جنوب
لبنان في الثالث من أيلول/سبتمبر عملية اغتيال لافتة في بلدة ياطر، حيث قُتل عبد المنعم موسى سويدان أثناء قيادته سيارته، في حادثة وصفتها مواقع عبرية بأنها "الاغتيال الذي هز
حزب الله"، بعدما كان يشغل موقع "الرابط" المحلي للتنظيم، وهو منصب يُعد من أكثر المواقع حساسية داخل الهيكلية، كونه يربط الحزب بالأهالي في الشؤون المدنية والعسكرية على حد سواء.
وذكر موقع معاريف أونلاين، أن "الرابط" هو المندوب الأرفع للحزب داخل البلدة والمسؤول عنها باسمه، حيث يتولى تحديد التعيينات والمناصب المحلية، ويضع الهرمية الوظيفية الحزبية، وتكون قراراته ملزمة لعناصر الحزب وأعضاء المجالس البلدية التابعين له. وفي بعض الحالات يُعيّن رابط واحد لعدة بلدات متجاورة، ويخضع لسلطة مسؤول المنطقة الأعلى.
ويشير تقرير لـ"معهد علما"، في أيار/مايو 2021، إلى أن الروابط يُعدّون من أبرز كوادر الحزب في مناطقهم، لكن قلة المعلومات المتوافرة عنهم تعود إلى سياسة أمنية صارمة. ومع ذلك، تمكن معدّو التقرير من توثيق أسماء 23 رابطا في بلدات جنوبية مختلفة، إضافة إلى صور ومعلومات أخرى جُمعت من متابعات مدنية.
واعتبر التقرير، أن الرابط هو الذي يحدد ويصادق في البلدة التي يشرف عليها على من يتولى المناصب، ويضع الهرمية الوظيفية التابعة لحزب الله داخل البلدة، مشيرا إلى أن كلمته هي الفاصلة وقراراته ملزمة ليس فقط لأفراد الحزب، بل أيضًا لأعضاء المجلس البلدي التابعين لحزب الله، وفي بعض الحالات قد يُعيَّن رابط واحد لعدة بلدات صغيرة متجاورة، وفوق الروابط المحليين يوجد مسؤول المنطقة.
ويعمل الرابط كحلقة اتصال مباشرة مع الأهالي، فعلى الصعيد المدني، يلجأ إليه السكان لطلب المساعدات وحل النزاعات، حيث تولى خلال جائحة كورونا توزيع المساعدات وفق تقديراته، وبعد حرب 2006 وزع التعويضات الممولة من التبرعات القطرية على المتضررين، وفقا لتقديره الشخصي لا لمعايير موحدة، كما يحضر في المناسبات الاجتماعية والأنشطة العامة.
أما على الصعيد العسكري، فيملك الرابط إطلاعا على مواقع القوات والأسلحة التابعة للحزب في بلدته، ويقود المفاوضات عند استئجار أو مصادرة عقارات لاستخدامها لأغراض عسكرية، وهو من يحدد المواقع التي يمكن استغلالها كـ"دروع بشرية"، ويرسم خرائطها وفق أهميتها لإخفاء البنية التحتية.
وتكشف وثيقة ووصفها الموقع العبري، بأنها "غنيمة حرب" من 2006 أن الحزب اعتمد على الروابط في استئجار الشقق والمحال التجارية، وأوضح الأسير محمد علا حميد سرور من بلدة عيتا الشعب أن الحزب كان يتوجه إلى الرابط ليقوم الأخير بتنسيق الاتفاق مع المالك ومنحه "اعتمادا أمنيا" بفضل معرفته به.
كما أن الوحدات اللوجستية وغيرها من تشكيلات الحزب تعتمد على مصالح تجارية مدنية لتوفير المواد الغذائية ومواد البناء والوقود، سواء كان أصحابها عناصر حزبيين أو مدنيين متعاونين، ويتولى الرابط تنظيم هذه العلاقة بين وحدات الحزب والمزوّدين، ما يجعله أحد أكثر المناصب حساسية في بنية حزب الله.