كثّف جيش
الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين، عمليات
تدمير الأبراج والمباني المرتفعة في
مدينة
غزة، ضمن الغارات الجوية العنيفة، وذلك في إطار حرب الإبادة المستمرة على
القطاع منذ 23 شهراً.
وقصفت طائرات
الاحتلال فندق المشتل شمال مدينة غزة، ما أدى إلى انهيار جزء من المبنى، وذلك بعد
وقت قصير من قصف برج الغفري غرب المدينة، والمكون من 20 طابقاً وهو أعلى أبراج
مدينة غزة ويقطنه المئات من الأسر الفلسطينية، ويضم مقرات لوسائل إعلام وشركات
إنتاج إعلامي وشركات تجارية.
وإلى جانب
البرج، دمر جيش الاحتلال عددا من المنازل المجاورة، فيما انتشر الدخان الأسود
بمحيط نحو كيلو متر مربع بالمنطقة، وسط حالة من الهلع والخوف انتابت الفلسطينيين
سكان المنطقة.
والمنطقة
المحيطة بالبرج هي من أكثر المناطق اكتظاظاً بالنازحين الفلسطينيين باعتبارها في
أقصى غرب المدينة، ونزح إليها عشرات الآلاف من الأحياء الشرقية لغزة ومحافظة شمال
القطاع.
وفي وقت سابق
اليوم، أنذر جيش الاحتلال بإخلاء البرج وخيام النازحين الفلسطينيين المجاورة له،
تمهيدا لقصفه ضمن حملة التصعيد العسكري الرامية لاحتلال المدينة.
وقال متحدث جيش
الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان: "إنذار عاجل إلى كل من لم يخل بعد
منطقة ميناء غزة وحي الرمال وتحديدًا في برج الغفري المحدد باللون الأحمر وفي
الخيام القريبة منه". ومتوعدا بالقصف، أضاف أدرعي: "سيهاجم
جيش الدفاع (الإسرائيلي) المبنى (برج الغفري) في الوقت القريب".
وكعادة الجيش في
استهداف الأعيان المدنية، زعم أدرعي "وجود بنى تحتية إرهابية لحماس داخله أو
بجواره، ومن أجل سلامتكم أنتم مضطرون لإخلاء المبنى بشكل فوري"، رغم نفي
الحركة المتكرر لذلك.
وطالب النازحين
الفلسطينيين بالتوجه نحو منطقة المواصي جنوبي القطاع، زاعما أنها "منطقة
إنسانية" رغم استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لها مرارا وإيقاعه قتلى وجرحى
من النازحين الفلسطينيين، فضلا عن افتقادها لأدنى مقومات الحياة الأساسية، لا سيما
مياه الشرب.
وكثف جيش
الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة قصفه أبراجا سكنية وعمارات ومنازل فلسطينية
بمدينة غزة، ضمن خطة لاحتلال المدينة، وسط مخاوف من تداعيات ذلك على أوضاع نحو
مليون فلسطيني أغلبهم نازحون.
وفي وقت سابق، كشف
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب
لازاريني، أن "إسرائيل قصفت خلال الأيام الأربعة الماضية فقط 10 مبان تابعة
للوكالة بمدينة غزة، بينها 7 مدارس وعيادتين تُستخدمان حاليًا كملاجئ لآلاف
النازحين".
جاء ذلك بتدوينة
للمنظمة الأممية عبر منصة "إكس"، نقلا عن لازاريني، أوردت فيها أن
"لا مكان ولا أحد آمن في مدينة غزة وشمالها، حيث تتزايد حدة الغارات الجوية
ما يجبر المزيد من الفلسطينيين على النزوح نحو المجهول".
وفي معرض تعليقه
على الوضع بمدينة غزة، لقد "اضطررنا لإيقاف الرعاية الصحية بمخيم الشاطئ، وهو
الوحيد المتاح شمال وادي غزة، فيما تعمل خدماتنا الحيوية للمياه والصرف الصحي الآن
بنصف طاقتها فقط".
وأضاف المسؤول
الأممي: "في الأيام الأربعة الماضية فقط، استهدفت 10 مباني تابعة للأونروا في
مدينة غزة، بما في ذلك 7 مدارس وعيادتين تُستخدمان حاليًا كملاجئ لآلاف النازحين".
وبدعم أمريكي،
ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا
و905 شهداء، و164 ألفا و926 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة
قتلت 422 فلسطينيا بينهم 145 طفلا.