يحيي
الفلسطينيون والإسرائيليون هذه الأيام مرور 25 عاماً على اندلاع انتفاضة الأقصى، المعروفة بالانتفاضة الثانية، في ذكرى تقاطعها مع هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر على مستوطنات غلاف
غزة، ورغم مرور جيل كامل بينهما، فإن المسار بدا وكأنه خط مستقيم يبدأ بالعمليات الاستشهادية في قلب دولة الاحتلال وينتهي بـ"طوفان الأقصى".
وقال الكاتب
الإسرائيلي شموئيل روزنر في
مقال نشرته صحيفة "معاريف" وترجمته "عربي21"، إن الأعوام الماضية أظهرت أن الإسرائيليين لم يتعلموا دروس تلك الانتفاضة، فيما أدرك الفلسطينيون أن "العنف" أحياناً يجلب فوائد.
وأضاف أن الجدل لا يزال قائماً حول أصل الانتفاضة: هل خطط لها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لأنه لم يكن ينوي السلام، أم أنها فوضى أجبر على ركوبها؟ مشيراً إلى أن اقتحام أريئيل شارون للمسجد الأقصى كان المحفز المباشر، لكنه ليس السبب الأساسي.
وأوضح أن المخابرات الإسرائيلية كانت تعلم أن الفلسطينيين يكدسون الأسلحة ويجرون محادثات استعداداً للمواجهة، لكن يبقى السؤال إن كان لدى عرفات خطة لاحقة.
واعتبر أن التفجيرات الاستشهادية داخل "إسرائيل" أزالت الحاجز النفسي بين الطرفين، وشكلت صدمة للقادة الإسرائيليين، حتى أن إعلان رئيس الوزراء آنذاك إيهود باراك أن "لا يوجد شريك" لم يكن توجيهاً للرأي العام بل نتيجة لاستنتاج وصل إليه الإسرائيليون مسبقاً.
وبيّن روزنر أن الانتفاضة الثانية كانت "المقبرة السياسية" لمعسكر "حل الدولتين"، فيما ردّ الاحتلال عليها بمحاولة "حرق الوعي الفلسطيني"، لكن عملية "السور الواقي" وجدار الفصل لم يتمكنا من القضاء على الوعي المقاوم، وإن نجحا في تقليص العمل المسلح في الضفة.
وأضاف أن عواقب غير مقصودة برزت من الانتفاضة، منها إضعاف حركة فتح وصعود حركة حماس، فيما أتاح الانسحاب من غزة عام 2005 للحركة إعلان انتصار المقاومة المسلحة.
وأشار إلى أن الإسرائيليين يتسائلون اليوم عن الدرس المستفاد بعد مرور 25 عاماً، في وقت وصلت فيه حالة الصراع إلى مستوى أسوأ من أي وقت مضى. فخلال هجوم "الطوفان" تجاوز عدد قتلى الاحتلال في يوم واحد فقط (أكثر من 1000 قتيل) ما خسرته خلال أربع سنوات من الانتفاضة، فيما قُتل من الفلسطينيين خلال الحرب الجارية أعداد تفوق بنحو 20 ضعفاً ضحايا الانتفاضة الذين بلغوا أكثر من ثلاثة آلاف.
وختم روزنر بأن "الإسرائيليين بعد 25 عاماً يعيشون بين خيارين كارثيين: دولة واحدة تهدد المشروع الصهيوني، أو انفصال أحادي فاشل جلب مزيداً من القبور وقليلاً من الأمل".
واستشهد باستطلاع شهري أجراه معهد JPPI أظهر أن 51% من الإسرائيليين يوافقون على إنهاء الحرب وإعادة الرهائن حتى لو بقيت حماس مسيطرة على غزة، واعتبر أن هذه الأغلبية الضئيلة "نتيجة بالغة الأهمية".
وبدعم أمريكي، ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و803 شهداء، و164 ألفا و264 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 422 فلسطينيا بينهم 145 طفلا