سياسة تركية

من "أوسكودار" إلى غزة.. تجار أتراك يتضامنون مع المحاصرين على طريقتهم (شاهد)

تجار منطقة أوسكودار يتبرعون بيوم كامل من دخلهم لغزة- الأناضول
أطلق تجار منطقة "أوسكودار" في إسطنبول حملة تضامن تحمل اسم "من أُسكُدار إلى غزة.. جسر القلوب"، خصصوا من خلالها كامل أرباح يوم واحد وهو اليوم الجمعة لدعم سكان القطاع، الذين يواجهون منذ نحو عامين حصاراً مشدداً وعدواناً متواصلاً.

الحملة التي جرى تنظيمها بالتعاون مع مؤسسات خيرية تركية بارزة بينها هيئة الإغاثة الإنسانية٬ وجمعية صدقة طاشي٬ وجمعية دنيز فنري٬ ووقف الشيخ محمود الهُدائي، تضمنت فعاليات متعددة أبرزها تزيين شارع المأكولات في أوسكودار بأعلام فلسطين، إلى جانب تنظيم معرض فني تحت عنوان "غزة"، يهدف إلى رفع مستوى الوعي الشعبي بالقضية الفلسطينية وحشد المزيد من الدعم.

كما أعلن القائمون على المبادرة عن إقامة بازار خيري في ساحة مسجد "فاليديه جديد" يومي السبت والأحد المقبلين، على أن يُوجَّه ريعه كاملاً لإغاثة غزة.

"صوت ضد الصمت"
وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقده ممثلو المؤسسات المدنية والتجار المشاركون، أكد المتحدث باسم الجمعيات كمال أوزدال٬ أن العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوز 700 يوم، واصفاً ما يجري بأنه "أبشع صور الإبادة الجماعية"، إذ يُستهدف الأطفال والنساء والمرضى بلا تمييز.

وقال أوزدال إن نحو 100 ألف فلسطيني قضوا بفعل القصف، أو بسبب الجوع والأوبئة التي تفشت جراء الحصار ونقص الدواء والغذاء والماء، مشدداً على أن "صمت المجتمع الدولي شجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم".


"أرباح يوم واحد من أجل غزة"
من جانبهم، أعلن عشرات التجار المشاركين أنهم سيتبرعون بكامل أرباح يوم واحد من عملهم للقطاع المحاصر، تعبيراً عن تضامنهم ورفضهم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني. 

وقال التاجر أحمد كورت، ممثلاً عن زملائه: "ما يجري في غزة ليس مجرد مأساة محلية، بل اعتداء صارخ على كرامة الإنسانية كلها. لذلك قررنا أن نكسر جدار الصمت، لأن الصمت يعني الشراكة في الجريمة".
وأضاف أن الحملة التي انطلقت في أوسكودار "ليست مجرد مبادرة خيرية، بل دعوة لتوسيع دائرة التضامن في عموم تركيا والعالم الإسلامي".

"ليست قضية دينية فقط"
بدوره، عبّر التاجر هاكان دورموش عن فخره بالمشاركة في الحملة، مؤكداً أنها تحمل أبعاداً إنسانية قبل أن تكون قضية دينية، قائلاً: "أردنا أن نُظهر أن مأساة غزة تمس الضمير الإنساني، وأن التضامن معها واجب أخلاقي قبل أن يكون التزاماً دينياً".

أما التاجر عليهان جولوكجو، فأكد أن المشاركة في المبادرة تمثل شعوراً جماعياً بالمسؤولية، مضيفاً: "خصصنا دخل يوم كامل لأهل غزة، ونأمل أن يسهم ذلك في التخفيف من معاناتهم، وأن نرى قريباً نهاية للحرب كي لا يُترك الأطفال بلا أمهات".

ويرى القائمون على المبادرة أن الهدف من "جسر القلوب" لا يقتصر على جمع التبرعات فحسب، بل يتعداه إلى إيصال رسالة وعي وموقف شعبي واضح برفض ما يجري في غزة، على أمل أن تنتقل الحملة من أوسكودار إلى مختلف مدن تركيا، وصولاً إلى العالم الإسلامي بأسره.