يعود انتهاج
الاحتلال قصف
الأبراج السكنية الشاهقة
في قطاع
غزة، إلى سنوات مضت، وليست سياسة جديدة، لتدمير الحاضنة السكنية للفلسطينيين
وتشريدهم، وبدأ في هذه الجريمة منذ عام 2014، وتبع ذلك في جولاته مع المقاومة
الفلسطينية.
وباتت الأبراج هدفا للاحتلال، منذ ذلك
الحسين، حتى عدوان 2021، والذي كثف فيه عمليات قصف الأبراج وتدميرها أمام كاميرات
وسائل الإعلام العالمية، للإمعان في تدمير حياة الفلسطينيين وتشريد السكان بالقضاء
على ما يشبه الأحياء الكاملة المتمثلة بهذه المباني في ظل المساحة الصغيرة للقطاع.
وبالعودة إلى تاريخ قصف الأبراج السكنية في
غزة، بدأت هذه السياسة في عام 2014، حين أقدم الاحتلال على قصف برج الظافر 4، المكون
من 22 طابقا، في حي النصر بمدينة غزة، عبر إطلاق صواريخ من طائرات مقاتلة أف 16
باتجاهه.
وأدى القصف على البرج السكني، إلى تدميره
بالكامل وتسويته بالأرض، وكان يضم 44 شقة سكنية.
كما أقدم الاحتلال على
قصف برج الباشا، والمكون من 15 طابقا، في حي الرمال وسط مدينة غزة، ودمره بالكامل،
بواسطة صواريخ الطائرات الحربية.
ويضم برج الباشا مقرات
للعديد من المؤسسات المحلية والدولية، وعددا من المكاتب المحلية الصغيرة.
وقصف الاحتلال البرج
الإيطالي، في منطقة شارع النصر في مدينة غزة، والمكون من 15 طابقا، ما أدى إلى
انهيار أجزاء كبيرة منه، وجعل ما تبقى منه آيلا للسقوط، لتجري إزالته بالكامل
لاحقا.
لكن الاحتلال أمعن في هذه السياسة في عام
2021، وأقدم على توسيعها عبر قصف الكثير من الأبراج السكنية، وتلك التي تضم مؤسسات
دولية ومكاتب لوسائل إعلام عالمية، غير مكترث بأي ردود فعل، وتحت ذرائع ومزاعم
أنها مرتبطة بالمقاومة.
واستهدف الاحتلال برج الشروق المكون 14
طابقا، في شارع عمر المختار وسط غزة، وقام بتدميره بالكامل، وكان يضم مكاتب
إعلامية وتجارية.
كما دمر الاحتلال بقصف
عنيف، برج الجلاء، الواقع في حي الرمال وسط مدينة غزة، والمكون من 11 طابقا، والذي
يضم مكاتب لوكالة أسوشييتد برس وقناة الجزيرة، بالعديد من الصواريخ، ما أدى
لانهياره بالكامل.
ومن بين الأبراج التي دمرها الاحتلال، برج
هنادي، المكون من 13 طابقا، في حي الرمال وسط غزة، والذي يضم شققا سكنية، ومكاتب
تجارية، ما أسفر عن
تشريد المئات من السكان بلا مأوى.
وقام الاحتلال بقصف برج الجوهرة المكون من 9
طوابق، وسط مدينة غزة، والذي يضم مكاتب إعلامية وتجارية، ودمره بالكامل.
ورغم هذه الاستهدافات إلا أن الاحتلال، لم
يقتصر على قصف تلك البنايات الشاهقة، بل قام بتدمير العشرات من البنايات الأصغر
والتي تضم عشرات العائلات الفلسطينية فيها، وقام بتدميرها بالكامل وتشريد سكانها.
أما حرب الإبادة الحالية، فشهدت الأبراج
السكنية في غزة، أبشع حملة تدمير، منذ شن العدوان، وبدأ الاحتلال بتدميرها منذ اللحظات
الأولى للقصف، لتنفيذ مخطط التشريد والتهجير وحرمان الفلسطينيين من المأوى.
وفي اليوم الثاني على الإبادة، أقدم الاحتلال
على قصف برج فلسطين، المكون من 14 طابقا في مدينة غزة، وقام بتدميره وتشريد سكانه.
وقام الاحتلال بقصف أبراج مشتهى المكون من 12
طابقا، ولجأت إليه مئات العائلات النازحة، والسوسي المكون من 15 طابقا، وأكثر من
60 شقة سكنية، تضم مئات العائلات النازحة، ومكة ورؤيا، منذ بداية العدوان، وعاد
خلال الأيام القليلة الماضية، إلى استهدافها مجددا، وتدميرها بشكل كلي، لتشريد من
تبقى له مكان بين ركامها، وإزالتها بالكامل.