سياسة عربية

"أسطول الصمود" يؤكد على خطوته العملية لكسر الحصار عن غزة

اسطول الصمود يحول التضامن العالمي إلى مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي -عربي21
أكد مشاركون في "أسطول الصمود العالمي" أن تحركهم ليس مجرد رحلة رمزية، بل خطوة عملية تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي غير الإنساني المفروض على قطاع غزة، وإيصال رسالة سياسية قوية إلى المجتمع الدولي.

وأفاد النائب الجزائري يوسف عجيسة، نائب رئيس المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة، في تصريح للأناضول، أن الهدف من انطلاق عشرات السفن هو "فتح ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف سياسة الحرب عبر التجويع التي تنتهجها إسرائيل".


ووصف عجيسة سياسات الاحتلال الإسرائيلي بأنها "إبادة جماعية" مستمرة منذ 2006، مؤكدا أن الشعوب العربية والمسلمين وأحرار العالم اجتمعوا لقول "كفى" لإسرائيل.

من جانبه، قال النائب التركي عن حزب السعادة عن ولاية هطاي "نجم الدين جاليشكان" إن المشاركة تهدف لإيصال رسالة سلام وإنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ عامين، مؤكدا أن المساعدات التي ينقلونها قد تكفي ساعة واحدة فقط من احتياجات غزة، لكن الرسالة الأساسية هي مواجهة الحصار الظالم.

وأوضح جاليشكان: "اليوم، نتوجه إلى غزة مع كل الأشخاص من ذوي الضمائر الحية، هدفنا هو وقف الموت جوعًا وحشد الدول والحكومات، قد لا تكفي المساعدات الإنسانية التي نحملها لاحتياجات غزة إلا لساعة واحدة، لكن هدفنا الحقيقي هو رفع صوتنا عاليًا ضد هذا الحصار اللاإنساني".

أما زميله في الحزب، النائب عن ولاية بورصا "محمد أتماجا"، فقال إن "ضمائرنا لم تصمت، هذه المبادرة المدنية قد لا تغيّر سياسات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر لكنها ستجبر المجتمع الدولي على تحمّل مسؤولياته".

وأشار إلى أنه رغم تهديدات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالاعتقال أو حتى القتل، فإن إصرار المشاركين على الصعود إلى السفن المتجهة إلى غزة يزداد.


بدورها، وصفت النائبة التركية عن حزب المستقبل "سما سلكين أون" المشاركة بأنها الأوسع في التاريخ، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل قلوب الملايين في تركيا وخارجها، وأن أكثر ما تخشاه دولة الاحتلال هو تحرك الضمير الإنساني الجماعي.

من جهتها شددت "نيكول ويسلي" من الوفد النمساوي على أن أسطول الصمود العالمي تم تشكيله لكسر الحصار الإسرائيلي وإنشاء ممر إنساني وتوصيل المساعدات إلى غزة، مضيفة أنهم يريدون كشف تواطؤ وسائل الإعلام في هذه القضية، وخاصة وسائل الإعلام الغربية، وصمت الدول تجاه الإبادة الجماعية والقمع في فلسطين.

ووصفت الناشطة الأمريكية "آن رايت" الأسطول بأنه امتداد لمحاولات كسر الحصار على غزة منذ 2008، مؤكدة أن "أكثر من 40 أو 50 سفينة" تشارك هذه المرة.

وبدوره أوضح الطبيب الباكستاني "أسامة رياض" أنه يمثل أكثر من 8 آلاف طالب طب في بلاده، وأن لهم ثلاثة أهداف وهي "وقف الإبادة، وكسر الحصار، وفتح ممر إنساني". واعتبر أن استمرار موت الناس جوعاً في القرن الحادي والعشرين "عار على العالم".

وانطلقت نحو 20 سفينة ضمن "أسطول الصمود العالمي" من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر الاثنين من ميناء جنوى شمال غرب إيطاليا. ومن المنتظر أن تلتقي هذه السفن بالأسطول المغاربي الذي سينطلق من تونس الأحد المقبل، قبل أن تواصل رحلتها باتجاه غزة خلال الأيام المقبلة.

ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.

ويحاصر الاحتلال الإسرائيلي غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة المتواصلة منذ نحو عامين مساكنهم.

وبدعم أمريكي، يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 64 ألفا و300 شهيد، و162 ألفا و5 مصابين من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 376 فلسطينيا بينهم 134 طفلا.