صحافة دولية

سفير أمريكي لدى تل أبيب: لا دليل على مزاعم إسرائيل بسرقة حماس للمساعدات

الاحتلال الإسرائيلي يفشل في تقديم أدلة حقيقية على سرقة حماس للمساعدات الإنسانية في غزة - أكس

كشف مسؤولان أمريكيان سابقان بارزان في إدارة الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة لم تتلقَ أي دليل من جيش الاحتلال الإسرائيلي أو الأمم المتحدة على أن حركة حماس كانت تقوم بسرقة أو تحويل المساعدات الإنسانية الممولة من واشنطن عبر برنامج الأغذية العالمي أو منظمات غير حكومية دولية.

وفي مقال مشترك نشرته مجلة "فورين أفيرز"، أكد جاك ليو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، وديفيد ساترفيلد، المبعوث الأمريكي السابق للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، أن: "لا دليل على أن حماس قامت بتحويل كبير ومنهجي للمساعدات الممولة من الأمم المتحدة أو منظمات الإغاثة".


ويأتي هذا الطرح مناقضا للرواية الإسرائيلية ، التي لطالما روجت إلى أن حماس تقوم بسرقة المساعدات بشكل منهجي، لتبرير إنشاء "مؤسسة غزة الإنسانية" المثيرة للجدل والتي طالبت عدة منظمات دولية بغلقها بعد أن تحولت لما سموه "فخ قاتل" للفلسطينيين الباحثين عن الطعام.

وأشار الكاتبان إلى أن الأدلة الإسرائيلية كانت "مجتزأة ومحدودة" ، كعرض مقاطع لمسلحين قالت إسرائيل إنهم عناصر من حماس يسيطرون على شاحنات مساعدات، في حين نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولَين عسكريين إسرائيليين اتهامهم لحماس بسرقة جزء من المساعدات ، لكن ليس هناك ما يشير إلى أنها تفعل ذلك فعلًا.

وأكد ليو وساترفيلد أن تقريرا داخليا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية " USAID " سُرب في حزيران / يونيو الماضي توصل إلى نفس النتيجة ، إلا أن سياسيين في وزارة الخارجية الأمريكية عارضوا التقرير ، بالاعتماد على معلومات مصدرها الجانب الإسرائيلي , وفيما أقرّا بأن حماس حصلت على بعض المساعدات إلا أن ذلك لا يرقى إلى كونه منظومة ممنهجة للسرقة وفق ما نقلته وكالة رويترز .


وأضاف المسؤولان , أن إسرائيل سمحت في السنة الأولى من الحرب لشرطة حماس بتأمين قوافل المساعدات بهدف منع النهب، لكنها أنهت هذا الترتيب في كانون الثاني / يناير 2024 , بذريعة استخدام حماس هذا الأمر لتعزيز سيطرتها، وهو ما أدى إلى ظهور العصابات الإجرامية والنهب المنظم للمساعدات الإغاثية , خاصة بعد منع إسرائيل أيضا المتعهدين الأمنيين المحليين من حماية القوافل بتهمة تعاونهم مع حماس.


وللمرة الأولى، كشف ليو وساترفيلد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من طلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن إنشاء الرصيف العائم قبالة ساحل غزة لتسهيل إدخال المساعدات، وهو مشروع كان يُنظر إليه على أنه أمريكي بحت.

ورغم أن الرصيف ساعد في إطعام نحو 450 ألف فلسطيني، إلا أنه اعتُبر فشلًا مكلفًا بعدما انهار عدة مرات وأُغلق نهائيًا خلال أقل من شهر , ومع ذلك، بقي ميناء "أشدود" مفتوحًا لإدخال المساعدات بموجب تفاهم ضمني مقابل إنشاء الرصيف , واختتم ليو وساترفيلد بالإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة أقل انخراطًا في تفاصيل إيصال المساعدات ، وبدأت في تفكيك منظومة الدعم الأمريكي الإنساني حول العالم.

وسبق أن نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترافهم بعدم وجود أي دليل يُثبت أن حركة حماس قامت بسرقة المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة بشكل منهجي خلال الحرب على قطاع غزة.

وفي 13 آب / أغسطس , اتهمت "وزارة الداخلية والأمن الوطني بقطاع غزة، دولة الاحتلال الإسرائيلي، برعاية مجموعات من اللصوص وتشكيل غطاء لهم لنهب شاحنات المساعدات الإنسانية المحدودة التي تصل إلى القطاع وبيعها في الأسواق بأسعار باهظة، ضمن سياسة "هندسة التجويع".



وأدانت الوزارة، في بيان ، "إصرار الاحتلال الإسرائيلي على استمرار مظاهر الفوضى في دخول كميات من المساعدات الإنسانية على محدوديتها، وارتكابه المجازر بحق لجان التأمين العشائرية والشعبية المدنية".

وبدعم أمريكي، تواصل إسرائيل منذ 7 / تشرين الأول / أكتوبر2023 ارتكاب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.