جدد رئيس الكنيست في دولة الاحتلال الإسرائيلي، أمير
أوحانا، مهاجمته عددا من القادة الغربيين الذين يدفعون باتجاه الاعتراف بدولة
فلسطينية ، معتبرا أن مثل هذه الخطوة تمثل انتصاراً كبيرا لحركة المقاولة الإسلامية الفلسطينية " حماس"، على حد
وصفه.
جاء ذلك في تصريحات لوسائل إعلام غربية، وجه خلالها انتقادات مباشرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء
البريطاني كير ستارمر، إلى جانب قادة آخرين أعلنوا تأييدهم لقيام دولة فلسطينية.
وقال يوحانا في رسالة لماكرون وستارمر:
"إذا أردتم إقامة ما تسمونه دولة فلسطينية، فأقيموها في لندن أو باريس، لأننا
لن نكافئ الفظائع التي ارتكبت في السابع من أكتوبر".
وأوضح أوحانا أن "الاعتراف بدولة
فلسطينية بعد هذه الهجمات سيعني من وجهة نظر حماس، نجاحا".
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية
البريطاني ديفيد لامي، في تصريحات الخميس 14 آب/أغسطس ، إن لندن تعارض الخطط
الإسرائيلية التي من شأنها تقسيم الدولة الفلسطينية المستقبلية إلى شطرين.
وتحدث الوزير البريطاني، عن خطط
الاستيطان الإسرائيلي الجديدة قائلا: " إنها انتهاك صارخ للقانون الدولي
ويتعين وقفها الآن".
وسبق أن ردد أوحنا نفس التصريحات خلال كلمة
له ضمن فعاليات المؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات في جنيف الذي انعقد في الـ30 من
تموز/يوليو الماضي، قائلا " إذا أرادت دول أوروبية إقامة ما يسمونها دولة
فلسطينية فعليهم إقامتها في لندن وباريس التي أصبحت شبيهة أكثر بالشرق
الأوسط". حسب تعبيره.
اقتراح أوحانا أثار موجة غضب واستنكار
داخل قاعة المؤتمر حينها ، ما دفع وفود عدة دول عربية إلى الانسحاب أثناء بدء
كلمته.
"تسونامي
الاعتراف" بدولة فلسطين يجتاح أوروبا
وفي 24 تموز / يوليو 2025، قال الرئيس
الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا قررت الاعتراف بدولة فلسطين وفاء بالتزامها
التاريخي بتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط , كما أعلن وزير الخارجية
الفرنسي جون نويل بارو، أن 15 دولة وجّهت نداء جماعيا تعتزم فيه الاعتراف بدولة
فلسطين.
كما أعلن رئيس الوزراء
البريطاني كير ستارمر أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطين بحلول أيلول / سبتمبر
أيضا، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة
وتلتزم بحل الدولتين وتمتنع عن ضم الضفة الغربية.
والى جانب فرنسا وبريطانيا، انضمت كندا
وأستراليا، العضوتان في مجموعة العشرين، إلى هذا النداء المشترك, كما وقّعت دول
أخرى على الدعوة، وهي أندورا وفنلندا وآيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا
ونيوزيلندا، إلى جانب النرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا.
وأعربت 9 دول منها (لم تعترف بعد
بالدولة الفلسطينية) عن استعدادها أو اهتمامها الإيجابي بالاعتراف بالدولة
الفلسطينية، وهي أندورا وأستراليا وكندا وفنلندا ولوكسمبورغ، وكذلك مالطا
ونيوزيلندا والبرتغال وسان مارينو.
وصدر البيان المشترك بالتنسيق مع دول
سبق أن اعترفت أو أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، ومن بينها إسبانيا وأيرلندا
وسلوفينيا والنرويج وفرنسا ومالطا.
وجاء هذا البيان في ختام مؤتمر وزاري
عقد يوم الـ28 من تموز/يوليو في نيويورك برعاية فرنسا والسعودية، بهدف تسوية
القضية الفلسطينية بالطرق السلمية.
كما أعلنت أكثر من 140 دولة عن اعترافها بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره , وهو تحرك دولي واسع وصفه قياديون فلسطينيون بـ"تسونامي الاعتراف".
في وقت أشار فيه وزير الخارجية الأميركي الأسبق أنتوني بلينكن إلى أن هذه الخطوة "صحيحة أخلاقيًا" وتعكس إجماعًا دوليًا، لكنها مشروطة بمجموعة من الالتزامات لضمان عدم تهديد أمن إسرائيل واستقرار السلطة الفلسطينية.
وأكد تقرير نشرته صحيفة تايمز أن التحرك
الرمزي الذي تسير فيه بريطانيا على خطى فرنسا قد لا يُحدث فرقا كبيرا ، خاصة في ظل
الرفض الإسرائيلي الصارم والاعتراض الأميركي المتوقع داخل مجلس الأمن التابع للأمم
المتحدة.
لكن لهذه الخطوة دلالات سياسية
ودبلوماسية مهمة، خاصة أن بريطانيا كانت أول من مهّد لإقامة كيان لليهود على تراب
فلسطين من خلال وعد بلفور عام 1917، حسب التقرير.
أما صحيفة إندبندنت فقد خلص تقرير لها إلى
استنتاجات مشابهة، مشيرا إلى أن الاعتراف البريطاني وإن لم يغيّر الوضع القانوني
لفلسطين داخل الأمم المتحدة , إلا أنه يحمل رسائل سياسية قوية ويُبرز حجم التباين
بين السياسات الأميركية والأوروبية تجاه القضية الفلسطينية.
وتتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل للتوصل إلى
اتفاق يقود إلى إقامة دولة فلسطينية، في ذات الوقت الذي تواصل فيه تل أبيب حربها
على قطاع غزة وموافقة حكومتها على خطة لاحتلال القطاع بالكامل رغم التحذيرات
الدولية والكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع الذي تسببت الحرب في استشهاد أكثر
من 61 ألف فلسطيني وإصابة نحو 154 ألفا آخرين، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في
غزة.