فنون منوعة

لندن تستعد لاستضافة حفل موسيقي عالمي ضخم دعما لفلسطين

حفل عالمي لدعم غزة في لندن بمشاركة نجوم بارزين - أرشيفية
تستعد العاصمة البريطانية لندن، في 17 أيلول/سبتمبر المقبل، لاحتضان فعالية فنية غير مسبوقة بعنوان "معاً من أجل فلسطين"، تجمع نخبة من كبار نجوم الموسيقى العالميين والفنانين الفلسطينيين على مسرح ويمبلي أرينا، أحد أكبر القاعات المغلقة في بريطانيا، والذي يتسع لنحو 12 ألف و500 متفرج. 

ويهدف الحفل إلى جمع التبرعات لدعم جهود الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة، في ظل الكارثة التي يواجهها السكان منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

يشرف على إنتاج الحفل الموسيقي البريطاني الشهير براين إينو، ويُنظم لصالح مؤسسة "اختر الحب" الخيرية البريطانية، التي تعمل مع 23 منظمة شريكة في غزة لتقديم الغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من أشكال الدعم العاجل.


مشاركة فلسطينية وعالمية واسعة
وسيشهد الحدث مشاركة مميزة لعدد من الفنانين الفلسطينيين البارزين، من بينهم عدنان جبران، وفرج سليمان، وناي البرغوثي، إلى جانب عدد من النجوم العالميين، مثل ديمون ألبارن، وفرقة باستيل، والمغنية بالوما فيث، والممثل البريطاني من أصول باكستانية رضا أحمد، والفنان الحائز على جائزة ميركوري سامفا، إضافة إلى نجوم من مشهد الموسيقى البديلة والبوب مثل رينا ساواياما، وبينك بانثرس، ومابل، وجيمي إكس إكس، وهوت تشيب، وكات بيرنز.

كما يشارك فنانون آخرون من الساحة البريطانية مثل غرينتيا بينغ، وجيمس بليك, وكينغ كرول, وأوبونغجايار, ورايتشل شينوريري، لتقديم عروض موسيقية تتنوع بين الروك والبوب والموسيقى الإلكترونية.

إلى جانب إينو، يتولى الإشراف على الحدث كل من خالد زيادة، مؤسس ومدير مهرجان لندن للأفلام الفلسطينية، والمنتجة تريسي سيوارد، التي سبق وأن أخرجت حفل افتتاح أولمبياد لندن 2012، بينما تتولى تصميم المشهد البصري للحفل المصممة العالمية إيس ديفلين، الحائزة على جائزتي "أوليفييه" و"توني"، والتي سبق أن عملت مع نجوم بحجم بيونسيه وذا ويكند وليدي غاغا.

وقالت ديفلين إن مسرح ويمبلي أرينا سيعكس "الجمال الغني للثقافة الفلسطينية"، مؤكدة أن تصميم الحفل سيحمل رسالة فنية وإنسانية في آن واحد.


"الصمت تواطؤ"
وفي تصريحات لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، قال براين إينو: "في مواجهة أهوال ما يحدث في غزة، يصبح الصمت شكلاً من أشكال التواطؤ. لطالما لعب الفن دوراً في فضح الظلم وتصور مستقبل أفضل، وهذا الحفل هو فرصة للتضامن وإثبات إنسانيتنا المشتركة".

أما خالد زيادة فأكد أن هذا التجمع "يمثل جوقة مقاومة"، مضيفاً: "في عالمٍ التزمت فيه الحكومات ووسائل الإعلام الرئيسية الصمت إزاء الإبادة الجماعية، يأتي الفنانون والمجتمعات للتعبير عن حزنهم وغضبهم والوقوف جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطيني".

وشدد الفنان البريطاني ديمون ألبارن، المعروف بمواقفه المؤيدة للسلام، على أن "السلام فعل يتطلب التزاماً ورؤية"، معرباً عن امتنانه للمشاركة في حدث يجمع الفن والإغاثة الإنسانية.

كما دعت المغنية رايتشل شينوريري زملاءها الفنانين إلى الانضمام للمبادرة، قائلة: "علينا أن نبني جسور تواصل مع الضحايا في غزة وخارجها، وأن نكسر قيود الصمت ونتحدث بصدق وعدالة".

من المتوقع أن يشكل حفل "معاً من أجل فلسطين" أكبر فعالية فنية خيرية لدعم الفلسطينيين تُقام في بريطانيا منذ عقود، ليس فقط بسبب حجم الحضور والمشاركين، بل لما يحمله من رمزية ثقافية وسياسية، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لوقف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة.