سياسة عربية

الاحتلال يسلم جثمان الشهيد عودة الهذالين الذي قتله مستوطن (شاهد)

الضفة.. الاحتلال يفرج عن جثمان الفلسطيني عودة الهذالين - الأناضول
أفرج جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الخميس، عن جثمان الشاب الفلسطيني عودة الهذالين (31 عامًا)، الذي قُتل برصاص مستوطن إسرائيلي خلال احتجاجات على تجريف أراضٍ فلسطينية في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، وذلك بعد احتجاز استمر أياما وسط رفض تسليم الجثمان لعائلته.

وقال الشيخ إبراهيم الهذالين، أحد وجهاء العائلة، لـ"الأناضول"، إن تسليم الجثمان جرى بالقرب من حاجز "ميتار" العسكري جنوب بلدة الظاهرية، وسط استنفار عسكري وانتشار مكثف لجنود الاحتلال الذين أقاموا حواجز لمنع وصول المشيعين إلى مراسم الدفن.


شروط إسرائيلية على جنازة الهذالين
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد كشفت أن الشرطة والجيش الإسرائيليين اشترطا على عائلة الهذالين الموافقة على قيود صارمة مقابل تسليم الجثمان، من بينها: منع إقامة بيت عزاء قرب منزله في قرية "أم الخير"٬ ودفنه في مدينة يطا المجاورة٬ وقصر عدد المشيعين على 15 شخصا فقط.

ورغم أن تشريح الجثمان انتهى قبل يوم من إعلان الوفاة، فإن الاحتلال واصل احتجازه في انتهاك واضح للقانون الدولي، ما دفع نحو 70 سيدة فلسطينية من قرية أم الخير إلى خوض إضراب عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن الجثمان، إلى جانب إطلاق سراح معتقلين آخرين.

عودة الهذالين، وهو معلّم في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وأب لثلاثة أطفال، كان من المشاركين في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" (No Other Land)، الذي حاز جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل في جوائز الأوسكار لعام 2025.

يسلط الفيلم الضوء على سياسة التهجير القسري وهدم المنازل التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي في منطقة مسافر يطا، ضمن إطار الاستيطان والضم الزاحف للأراضي الفلسطينية.


قتله مستوطن وأطلق سراحه في اليوم التالي
في 28 تموز/يوليو الماضي، أطلق مستوطن يُدعى ينون ليفي النار على الهذالين، أثناء مشاركته في احتجاج شعبي ضد تجريف أراضي قريته. وبعد نقله إلى المستشفى، أعلن عن استشهاده متأثرا بجراحه.
ورغم توثيق الجريمة بمقاطع مصورة، أطلقت المحكمة الإسرائيلية سراح المستوطن القاتل في اليوم التالي، وأحالته إلى الإقامة الجبرية في منزله، حسب ما أفادت به "هآرتس". 

وقد نُسبت إليه تهمتا القتل غير العمد وإطلاق نار بسلاح ناري، فيما وُجهت تهم الاعتداء والرشق بالحجارة والتسبب بأضرار لأربعة فلسطينيين اعتقلوا خلال الواقعة.

يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سبق أن فرضتا عقوبات على المستوطن ليفي، بسبب دوره في الاعتداء على الفلسطينيين والمشاركة في عمليات التهجير القسري بالضفة الغربية.


تصعيد استيطاني مروّع
بحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، سجل شهر تموز/يوليوالماضي وحده 466 اعتداءً نفذه مستوطنون ضد فلسطينيين وممتلكاتهم، أسفرت عن استشهاد 4 مواطنين، وترحيل قسري لتجمعين بدويين يضمان 50 عائلة فلسطينية.

ومع استمرار المجازر في غزة، يتصاعد القمع الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة، حيث استشهد ما لا يقل عن 1013 فلسطينيا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأصيب نحو 7 آلاف آخرين، بينما تجاوز عدد المعتقلين 18 ألف و500 فلسطيني.

في موازاة ذلك، يواصل الاحتلال الإسرائيلي شن حربه الدموية على قطاع غزة، والتي أسفرت حتى اليوم عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 151 ألف جريح، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ونزوح جماعي ومجاعة كارثية.