نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، مقالا علميا، كتبته أنجانا أهوجا، بعنوان: "الصورة الكبيرة لمرض
الزهايمر تفتقد إلى تفاصيل صغيرة"، أشارت فيه إلى دراسة نُشرت الشهر الماضي في مجلة "ساينس أدفانسيس" العلمية، كشفت عن وجود عدد أكبر من البروتينات قد تكون: متورطة في حدوث التدهور الإدراكي مما كان يُعتقد سابقا".
وبحسب المقال العلمي، فإنّه: "على الرغم من أن الدراسة أُجريت على الفئران لا البشر، إلا أن النتائج الأولية جديرة بالاهتمام لسببين: الأول، أن تحديد المزيد من البروتينات المعيبة قد يسهم في تحديد أهداف دوائية جديدة".
وتابع: "الثاني، أنها تشير إلى أن التفسيرات الواضحة ليست بالضرورة تمثل القصة الكاملة للمرض، فبينما يمكن رصد تشابكات بسهولة في المختبر، إلا أن التغيرات الأدق التي تسهم في التدهور العقلي قد تمر دون ملاحظة".
وفي السياق نفسه، قال المشرف على الدراسة، إنّ: "الباحثين في مرض ألزهايمر منفتحون على الفكرة التي تقول بأن المرض يتعدى مجرد تراكم اللويحات والتشابكات"، مضيفا: "لطالما كانت لويحة الأميلويد هي الرواية السائدة، وهي بلا شك علامة قوية لأغراض التشخيص".
واستدرك: "لكنها قد لا تكون الهدف الوظيفي الأكثر أهمية، ما قد يفسر قلّة فعالية الأدوية المتوفرة"، فيما يلفت إلى أنّ: "الأدوية الجديدة باهظة الثمن، مثل "ليكانيماب"، حيث يمكن أن تبطئ من التدهور، لكن تأثيرها محدود، أما العلاجات الأكثر انتشارا فهي تركز على التحكم في الأعراض فقط".
بدورها، رئيسة قسم الأبحاث في مؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، جوليا دادلي، وصفت هذه الدراسات بكونها: "خطوات هامة نحو تعزيز الفهم وتحسين العلاجات"، مشيرة إلى أنّ: "الأبحاث تستمر في الكشف عن تعقيدات أوسع لكيفية تسبب مرض الزهايمر في الخرف، التي تتجاوز تراكم بروتينات الأميلويد والتاو المعيبة".
إلى ذلك، أوضحت ما اعتبرته بـ"ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لتحديد العلاقة السببية وتقييم مدى صلتها بالبشر"، مردفة أنّ: "باحثين في جامعة جونز هوبكنز يعتزمون التأكد مما إذا كانت هناك مؤشرات لبروتينات معيبة في الدم قد تسهم في الإصابة بالمرض، ما قد يفتح آفاقا لتطوير اختبارات تشخيصية".
"كما يعتزمون دراسة البروتيازوم، وهو نوع من البروتينات تقوم بتفكيك البروتينات المعيبة أو غير الضرورية وإعادة تدوير مكوناتها، ويُعتقد أن هذه العملية "التنظيفية" تتراجع مع تقدم العمر، مما يسمح بتراكم البروتينات المعيبة دون ملاحظة" بحسب المقال العلمي نفسه.
واختتم بالقول إنّه: "وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يشكل مرض الزهايمر نحو 70 في المئة من حالات الخرف الـ57 مليونا التي سُجلت في عام 2021، كما يُضاف سنوياً نحو 10 ملايين حالة خرف جديدة، كل حالة منها تمثل دماراً هائلاً لشخصية الإنسان، ولا تزال الحاجة ملحة لابتكار علاجات أفضل وربما حتى علاج شافٍ في المستقبل القريب".