سياسة دولية

خطة عسكرية جديدة للاحتلال في غزة.. وهذا سيناريو التعامل مع حماس الخارج

الاحتلال لوح مرارا بتنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة حماس- الأناضول
كشفت القناة 14 العبرية، أن حكومة نتنياهو، أن حكومة نتنياهو أقرت خطة عسكرية تقضي باجتياح بري كامل لقطاع غزة، إلى جانب اغتيال قيادة حركة حماس في الخارج، في أعقاب فشل مفاوضات تبادل الأسرى بشكل نهائي.

وبحسب ما نقله الإعلام العبرية، "فإن الكابينيت الأمني الإسرائيلي سيعقد هذا الأسبوع جلسة حاسمة لتبني خطة تقضي بإخضاع غزة عسكريا وتصفية حماس بالكامل، بما يشمل اغتيال قياداتها داخل القطاع وخارجه".

والأحد، وجه رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير، خلال جولة أجراها في مدينة غزة لتفقد القوات المقاتلة التابعة للفرقة 162، تهديداً إلى قيادة حركة حماس في الخارج، مؤكدا أنها ليست بمنأى عن الخطر.

ووفق ما نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، فإن زامير قال: "أتوقع أننا سنعرف خلال الأيام المقبلة إذا ما كنا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح الأسرى، أو سنستمر في القتال دون توقف (..)، لقد حققتم إنجازات باهرة وغير مسبوقة في إطار عملية عربات جدعون".

وتابع قائلا: "أينما عملتم سحقتم العدو وألحقتم أضرارا ممنهجة بالبنى التحتية لحماس فوق الأرض وتحتها"، مشددا على أن "الحرب مستمرة، وسنكيفها مع الواقع المتغير بما يتناسب مع مصالحنا، والإنجازات التي تحققت تتيح لنا مرونة عملياتية".

ولفت إلى أنه "بفضل تطهير خطوط التماس في المناطق التي يسيطر عليها الجيش في قطاع غزة، تم إنشاء مساحة أمنية تتيح فرصا عملياتية، بما في ذلك دفاع قوي عن المستوطنات والقدرة على إطلاق سلسلة من العمليات الهجومية".

وأردف قائلا: "جهد هجومي يعتمد على الاستخبارات والدقة في إطلاق النار وعمليات المناورة، مصمم لضرب حماس بشكل منهجي حتى تحقيق أهداف الحرب. سنقلل من استنزاف قواتنا، ولن نقع في فخ حماس"، على حد قوله.


وأكدت صحيفة "معاريف"، أن إسرائيل تواجه وضعا حرجا في الأيام الأخيرة، مبينة أن "اختلال المستوى السياسي يقود تل أبيب إلى واحدة من أكبر إخفاقاتها السياسية والاستراتيجية، والأهم من ذلك أنها لم تحقق الأهداف التي حددتها لنفسها، إطلاق سراح الخمسين رهينة وإخراج حماس من قطاع غزة".

وذكرت أن الجيش لديه خطتان لمواصلة القتال في غزة، ومن المرجح أن يتلقى أمرا بتطويق مدينة غزة وتكثيف القصف الجوي والبحري والمدفعي، واستهداف المباني والمناطق في المدينة بنيران كثيفة.

وقالت إن جهاز الموساد يتعمد تجنب التعامل مع حركة حماس في الخارج، ويبذل جهودا قليلة جدا في قضية "حماس الخارج"، ما يجبر جهاز الشاباك على إنشاء وحدة للتعامل مع الحركة بالخارج، وهذا ليس من المهمات الطبيعية للجهاز.

وتابعت الصحيفة: "قادة حماس الذين تم تصنيفهم كأهداف للاغتيال، يواصلون التحرك بحرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا"، مشددة على أن تل أبيب بحاجة إلى ثلاثة أشياء مهمة، قيادة مع مسؤول بالغ، واتخاذ قرارات مهنية وليست سياسية فقط، وتنفيذ عمليات حاسمة في جميع ساحات القتال ف غزة وخارجها، وفي الميدان العسكري والسياسي.

الهدف الحقيقي للحرب

الأكاديمي والخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور أحمد الشريفي، يرى أن "المعطيات من الميدان كانت تُدلل بشكل قاطع على أن هدف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المُعلن شيء والهدف المخفي شيء أخر، فالهدف المُعلن كان مواجهة حماس وتحرير الرهائن".

وتابع الشريفي في حديث خاص لـ"عربي21"، "لكن في تقديري كان الهدف أكبر بكثير، وهو احتلال قطاع غزة".

وأضاف، "لكن الجيش اصطدم بمفاجآت كثيرة في الميدان منها استدراجه إلى حرب الأنفاق والتي تعذر عليه فيها أن يُنجز المهمة بمفرده، ولكن المُتغير الميداني الواضح أنه بعد زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن كان هناك إشارة وتوجيه من ترامب له بأن أنهي المهمة".

وأشار الشريفي إلى أنه "كان واضحا أن هذه المهمة هي تحقيق الهدف غير المُعلن وهو احتلال القطاع بشكل كامل".