سياسة دولية

عائلة الناشطة التركية الأمريكية عائشة نور لسيناتورة ديمقراطية: "كيف تبررين قتل مواطنتك؟"

عائلة الناشطة عائشة نور تستنكر تصويت سيناتورة أمريكية لصالح الاحتلال - الأناضول
اتهمت عائلة الناشطة التركية-الأمريكية عائشة نور أزغي أيغي، التي قُتلت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، السيناتورة الأمريكية عن ولاية واشنطن ماريا كانتويل، بالتواطؤ السياسي مع جرائم الحرب الإسرائيلية، بعدما صوتت ضد مشروعين في مجلس الشيوخ كانا يهدفان إلى وقف مبيعات الأسلحة الأمريكية للاحتلال.

وقالت العائلة في بيان نُشر عبر حسابها على "إنستغرام"، أمس الأحد، إنها أرسلت خطاباً إلى السيناتورة كانتويل، عبرت فيه عن "الإحباط والغضب" من موقفها الرافض لمشروعي القرار رقم 34 و41، اللذين قدمهما السيناتور التقدمي بيرني ساندرز لتعليق صفقات الأسلحة، بما في ذلك عشرات آلاف البنادق الهجومية المخصصة للجيش الإسرائيلي.

"كيف تبررين قتل مواطنتك؟"
وأكدت العائلة أن عائشة نور٬ التي قتلت في 6 أيلول/سبتمبر 2024، برصاص مباشر في الرأس أثناء مشاركتها في مظاهرة سلمية مؤيدة لفلسطين بالضفة الغربية، كانت من سكان ولاية واشنطن، وبالتالي "تحت التمثيل المباشر" للسيناتورة كانتويل.

وتساءلت العائلة في خطابها: "كيف يمكن لسيناتورة تُفترض مسؤوليتها عن السعي لتحقيق العدالة لمواطنتها، أن تصوّت لصالح الاستمرار في تمويل السياسات التي أفضت إلى قتلها؟".

ووصفت موقف كانتويل بأنه "تناقض لا يمكن التوفيق بينه"، مشيرة إلى أن التصويت ضد مشروعي ساندرز يُعد دعماً مباشراً للسياسات التي سمحت للاحتلال الإسرائيلي بمواصلة "جرائمها المعترف بها دولياً ضد الشعب الفلسطيني".

في المقابل، نوهت عائلة أيغي بموقف السيناتورة الأخرى عن ولاية واشنطن، باتي موراي، التي أيدت مشروعي القرار، واعتبرتها "قدمت خطوة ذات مغزى تتماشى مع تطلعات أهالي واشنطن المطالبين بالمحاسبة والعدالة".

وأشارت العائلة إلى أن موقف موراي يجسد انفصالاً بين الخطاب السياسي والواقع العملي داخل الحزب الديمقراطي، حيث "يدّعي البعض دعم حقوق الإنسان، لكنهم في لحظة القرار يصطفون خلف مصالح المجمع الصناعي العسكري".

تواطؤ سياسي وتشريعي
وترى عائلة أيغي أن المواقف السياسية للسيناتورة كانتويل "لا تُمثل فقط خيانة لعدالة القضية الفلسطينية، بل أيضاً تواطؤاً فعلياً في إدامة نظام الفصل العنصري والإفلات من العقاب"، معتبرين أن "المال والسلاح الأمريكيين هما الركيزة التي تستند إليها آلة القتل الإسرائيلية".

وفي خطابهم الموجه مباشرة لكانتويل، قالت العائلة: "نطلب منك، بصفتك ممثلة لنا، أن تفسري لنا كيف يمكنكِ دعم استمرار جرائم الحرب بتمويل أمريكي، بينما تتحدثين عن العدالة والحقوق؟ أين كانت هذه المبادئ عندما قُتلت أيشنور؟".

عائشة نور.. ضحية الاحتلال
وكانت عائشة نور قد لقيت مصرعها خلال مظاهرة سلمية في الضفة الغربية المحتلة، في وقت تصاعدت فيه الاعتداءات الإسرائيلية في مختلف الأراضي الفلسطينية، سواء في غزة أو الضفة.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد قُتل أكثر من ألف و12 فلسطينياً في الضفة الغربية على يد قوات الاحتلال والمستوطنين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تاريخ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة. كما أُصيب ما يزيد على 7 آلاف فلسطيني خلال الفترة ذاتها.

كما أصدرت محكمة العدل الدولية في تموز/يوليو٬ رأياً استشارياً يقضي بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ويطالب بتفكيك جميع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية باعتبارها غير قانونية بموجب القانون الدولي.

ورغم هذا الرأي القضائي، والمناشدات المتكررة من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمضي في عدوانه، حيث بلغت حصيلة الشهداء في غزة حتى الآن أكثر من 60 ألف و400 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

الازدواجية الأمريكية أمام المحك
وتأتي هذه الانتقادات في وقتٍ يواجه فيه البيت الأبيض ضغوطا متزايدة من قواعد شبابية وحقوقية، تطالب بتعليق المساعدات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي٬ ووقف "التواطؤ السياسي في الإبادة الجماعية الجارية في غزة".

لكن حتى الآن، تُواصل الإدارة الأمريكية بدعم من غالبية الكونغرس  تسليح الاحتلال وتمكينه دبلوماسيا من تجاهل القرارات الدولية، وهو ما تعتبره منظمات حقوقية دولية "عاملا رئيسيا في استمرار الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين الفلسطينيين".