حقوق وحريات

تحذير غير مسبوق من 100 منظمة.. المجاعة تُستخدم كسلاح في غزة

أكثر من 100 منظمة إنسانية دولية تُناشد الحكومات العالمية- جيتي
ناشدت أكثر من 100 منظمة إنسانية دولية، الحكومات العالمية، التحرك العاجل لفتح كافة المعابر مع قطاع غزة المحاصر، وضخ إمدادات غذائية وطبية ووقودية كافية عبر آلية أممية، مع التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري وإنهاء الحصار المفروض على القطاع.

 وبحسب ما نقلت وكالة "وفا" الفلسطينية، قالت المنظمات الإنسانية، عبر بيان مشترك، الأربعاء، إنّ: "عمال الإغاثة أنفسهم أصبحوا يقفون في طوابير الطعام، معرضين لخطر إطلاق النار فقط لإطعام أسرهم، بينما يتسبب حصار الحكومة الإسرائيلية في تجويع سكان غزة".

وأبرزت: "حدوث المجازر في مواقع توزيع الطعام بغزة أصبح بشكل شبه يومي".مشيرة إلى أنه وفقا للأمم المتحدة، حتى 13 يوليو الجاري، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 875 فلسطينياً أثناء بحثهم عن الطعام، بينهم 201 شخص على طرق المساعدات والباقي في نقاط التوزيع، فضلاً عن إصابة الآلاف.

وتابعت بأنّ: "الأطنان من الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود تتكدس في المخازن خارج غزة، وفي داخلها أيضاً دون توزيعها، حيث يتم منعها من الوصول إليها أو إيصالها".

"القيود والتأخيرات والتجزئة المفروضة من قبل الحكومة الإسرائيلية ضمن حصارها الكامل، خلّقت حالة من الفوضى والجوع والموت" استرسل البيان نفسه، مردفا: "يُبلغ الأطباء عن معدلات غير مسبوقة من سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال وكبار السن، وتنتشر أمراض، مثل: الإسهال الحاد، الأسواق فارغة، القمامة تتراكم، والكبار يتساقطون في الشوارع من الجوع والجفاف".

وأوضحت: "لا يتجاوز متوسط عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة 28 شاحنة يومياً، وهو عدد غير كافٍ لأكثر من مليوني شخص، كثير منهم لم يتلق أي مساعدة منذ أسابيع"، فيما شددت على أن "النظام الإنساني الذي تقوده الأمم المتحدة لم يفشل، بل تم منعه من العمل، إذ تمتلك الوكالات الإنسانية القدرة والإمدادات للاستجابة على نطاق واسع، لكن لا يمكننا الوصول إلى المحتاجين بما في ذلك فرقنا المتعبة والجائعة بسبب منع الوصول".

المنظمات، تابعت عبر بيانها: "في 10 يوليو، أعلنت إسرائيل والاتحاد الأوروبي عن خطوات لتوسيع نطاق المساعدات، لكن هذه الوعود بالتقدم تبدو جوفاء في ظل غياب أي تغيير حقيقي على الأرض، فكل يوم يمر دون تدفق مستمر للمساعدات يعني مزيداً من الوفيات، نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها، والأطفال يجوعون في انتظار وعود لا تتحقق".

ولفتت إلى أنّ: "الفلسطينيين يعيشون في حلقة من الأمل والانكسار، وينتظرون المساعدات ووقف إطلاق النار، ليستيقظوا على ظروف أسوأ، وليس العذاب جسدياً فحسب، بل نفسي أيضاً، "فالبقاء أصبح يلوح كسراب بعيد، ولا يمكن للنظام الإنساني أن يعمل على أساس وعود كاذبة، ولا يستطيع العاملون الإنسانيون العمل في جداول متغيرة أو انتظار التزامات سياسية تفشل في توفير الوصول اليها ".

إلى ذلك، أكدت على: "ضرورة أن تتوقف الحكومات عن انتظار الإذن للتحرك"، بالقول: "فلا يمكننا الاستمرار في التعلق بأمل أن الترتيبات الحالية ستنجح، فقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة، وهي؛ المطالبة بوقف إطلاق نار فوري ودائم؛ رفع جميع القيود البيروقراطية والإدارية؛ فتح جميع المعابر البرية؛ ضمان الوصول إلى جميع أنحاء غزة؛ رفض نماذج التوزيع الخاضعة للسيطرة العسكرية؛ استعادة آلية إنسانية مبدئية تقودها الأمم المتحدة، ومواصلة تمويل المنظمات الإنسانية المحايدة والمبدئية. يجب على الدول اتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار، مثل وقف نقل الأسلحة والذخيرة".

واعتبرت أن "الترتيبات المجزأة واللفتات الرمزية، مثل الانزال الجوي أو صفقات المساعدات المعيبة، ليست سوى غطاء للتقاعس عن العمل، ولا يمكنها أن تحل محل الالتزامات القانونية والأخلاقية للدول في حماية المدنيين الفلسطينيين، وضمان وصول المساعدات بشكل فعّال، يمكن للدول ويجب عليها إنقاذ الأرواح قبل ذهاب من يمكن إنقاذه".