حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) في فلسطين، من أن العائلات في قطاع
غزة تواجه جوعا كارثيا، منددا باستخدام إسرائيل
التجويع "سلاح حرب" ضد القطاع الفلسطيني.
وقال المكتب، إن "العائلات في قطاع غزة تواجه جوعا كارثيا"، مضيفا أن "الأطفال في القطاع يذبلون من الجوع وبعضهم يموت قبل أن يصلهم الطعام".
وتحدث المكتب عن المخاطر القاتلة التي يتعرض لها سكان القطاع، مبينا أن "الباحثين عن الطعام في غزة يخاطرون بحياتهم ويُطلق النار على كثير منهم".
كما شدد أنه "يجب عدم استخدام التجويع سلاح حرب"، مؤكدا أن "وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى غزة ضرورة قانونية وأخلاقية".
ويلاحق الجوع الشديد الفلسطينيين في قطاع غزة، بسبب استفحال الحصار المطبق، ومنع
الاحتلال إدخال المواد الغذائية، وسط تحذيرات من الموت جوعا بعد إن اكتظت المستشفيات بحالات سوء التغذية، خصوصا بين الأطفال والمسنين والنساء.
ورصدت "عربي21" شهادات صادمة من داخل غزة، إذ لم يتناول العديد من الناس أي وجبات منذ أيام، ما يعني أن غزة مقبلة على أسوأ كارثة في تاريخها.
وبينما يقتل الاحتلال الناس جوعا، لا يهدأ عن قتلهم بالقصف الوحشي المتواصل على الأحياء والمناطق المأهولة، وبالرصاص الذي يلاحق المجوعين أمام مراكز توزيع الغذاء الملحقة بمواقع عسكرية للاحتلال في القطاع.
وسجلت مصادر طبية استشهاد أكثر من 130 شهيدا السبت، بفعل مجازر وحشية جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال في مناطق عدة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأحد، ارتفاع عدد الضحايا من الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول للغذاء بمراكز "المساعدات الأمريكية الإسرائيلية" إلى "995 شهيدا و6 آلاف و11 مصابا و45 مفقودا" منذ 27 أيار/ مايو الماضي.
واليوم لوحده، قتل 77 من المجوعين وأصيب عشرات في هجمات إسرائيلية استهدفت مناطق عدة بقطاع غزة، ضمن الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 21 شهرا.
وفي أيار/ مايو الماضي، اعتمد الاحتلال وواشنطن خطة لتوزيع مساعدات محدودة بعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وفاقمت هذه الآلية معاناة الفلسطينيين في غزة، حيث يطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.
ويشن الاحتلال، منذ السابع تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 200 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.