أرسل مسبار "باركر"
الشمسي، صور استثنائية للشمس تم التقاطها من مسافة قياسية لم تصلها إليها أي مركبة
فضائية من قبل.
وكشفت الصور تفاصيل مذهلة للرياح
الشمسية، والتي تقدم للعلماء أدلة حيوية لفهم كيفية تسارع هذه الجسيمات المشحونة إلى
سرعات خيالية تتجاوز مليون كيلومتر في الساعة.
وقالت المسؤولة في
ناسا نيكي فوكس، إن هذا الإنجاز يعد نقلة نوعية في فهمنا لأقرب النجوم إلينا"، وأن
الملاحظات المباشرة تسمح للعلماء برؤية منبع الطقس الفضائي الذي يؤثر على الأرض
"بعيونهم" لأول مرة، بدلا من الاعتماد فقط على النماذج النظرية.
وأضافت أن باركر استخدم مجموعة متطورة
من الأدوات العلمية، بما فيها كاميرا WISPR المتخصصة، لالتقاط البيانات وكشف أسرارا ظلت عصية على
الفهم لعقود من الزمن.
وتابعت فوكس أن البيانات التي حصل عيلها
ستحدث ثورة في التنبؤ بالعواصف الشمسية
الخطيرة التي تهدد رواد الفضاء والشبكات الكهربائية وأنظمة الاتصالات على الأرض.
وفي السياق ذاته أكدت فوكس أن البيانات
كشفت وجود نوعين متميزين من الرياح الشمسية، سريعة وبطيئة، وأن تفاعلاتهما
المعقدة يمكن أن تولد عواصف شمسية متوسطة القوة تشبه في تأثيرها الانبعاثات
الكتلية الإكليلية الخطيرة.
وكشفت الصور عن السلوك الفوضوي وغير
المتوقع للرياح الشمسية، حيث رصد المسبار أنماطا غريبة متعرجة في المجالات
المغناطيسية الشمسية عندما اقترب لمسافة 23 مليون كيلومتر من الشمس، وكذلك أظهرت الانبعاثات
الكتلية الإكليلية (CME) وهي تتراكم وتندمج مع بعضها بعضا بشكل يشبه أمواجا عاتية
في محيط من البلازما.
ويتطلع العلماء مزيد من الاكتشافات
مع اقتراب موعد التحليق التالي للمسبار في 15 أيلول/ سبتمبر القادم، لحل الألغاز
التي حيرت العلماء لعقود،.
وحلق المسبار في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2024، على بعد 6.1
مليون كيلومتر فقط من سطح الشمس الملتهب، مغامرا في أعماق الهالة الشمسية.