أعلن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب استعداده لرفع العقوبات المفروضة على
إيران، شرط التزامها بما وصفه بـ"السلام" ووقفها لما اعتبره "إلحاقاً للأذى بالآخرين".
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، قال ترامب إن إيران وإسرائيل "أصبحتا مرهقتين للغاية" عقب الحرب الأخيرة، معتبراً أن الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد أهداف إيرانية "حققت نجاحاً كبيراً"، على حد تعبيره.
ونفى الرئيس الجمهوري ما تم تداوله عن قيام إيران بنقل يورانيوم مخصب إلى مواقع سرية قبيل الهجوم الأمريكي، قائلاً: "لم ينقلوا شيئاً سوى أنفسهم في محاولة للبقاء على قيد الحياة. لم يتوقعوا أننا قادرون على تنفيذ ما فعلناه".
العقوبات لا تزال سارية
وفي رد منه على تقارير إعلامية تحدثت عن سماح واشنطن للصين باستيراد النفط الإيراني بعد اتفاق وقف إطلاق النار، شدد ترامب على أن العقوبات الأمريكية "لا تزال قائمة"، موضحاً أنه لا نية لرفعها ما لم تُظهر إيران تعاوناً فعلياً.
وقال: "إذا قاموا بما يجب عليهم القيام به، وكانوا مسالمين وتعاونوا معنا، وتوقفوا عن إلحاق الأذى، فسوف أرفع العقوبات. أما الآن، فلا تزال العقوبات سارية".
تطبيع إضافي على طاولة "إبراهام"
وفي ما يتعلق بمسار
التطبيع بين الاحتلال
الإسرائيلي ودول عربية وإسلامية، كشف ترامب عن وجود "دول رائعة" أبدت اهتمامها بالانضمام إلى اتفاقيات "إبراهام"، مرجحاً أن تبدأ تلك الدول قريباً بالانخراط في المسار ذاته، خاصة بعد تراجع تهديد إيران، الذي وصفه بأنه كان "العقبة الأساسية".
وأضاف: "كنت أعتقد أن إيران ربما تنضم هي الأخرى في نهاية المطاف إلى الاتفاقات، لكني لست متأكداً من موقف سوريا حالياً".
وجاءت تصريحات ترامب في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار بين إيران والاحتلال الإسرائيلي يوم 24 حزيران/ يونيو الجاري، بعد حرب استمرت 12 يوماً، شن خلاله الاحتلال الإسرائيلي سلسلة ضربات عسكرية وجوية واسعة، بدعم أمريكي مباشر، استهدف مواقع عسكرية ونووية إيرانية، وأدى إلى مقتل 627 شخصاًوإصابة 5 آلاف و332 آخرين، بحسب وزارة الصحة الإيرانية.
ورداً على هذه الهجمات، أطلقت إيران صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه منشآت عسكرية واستخباراتية داخل الأراضي المحتلة، حيث تمكن عدد كبير من تلك الصواريخ من اختراق منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية، مخلّفة خسائر مادية وبشرية وصفتها وسائل إعلام عبرية بأنها "غير مسبوقة"، وبلغت حصيلتها وفق المصادر الرسمية 29 قتيلاً و3 آلاف و345 جريحاً.
ومع تصاعد الرد الإيراني، تدخلت الولايات المتحدة بقصف منشآت نووية داخل إيران، معلنة أن الضربات "أنهت عملياً" البرنامج النووي الإيراني، ما دفع طهران إلى قصف قاعدة "العديد" الأمريكية الجوية في قطر، والتي تتمركز فيها القوات الأمريكية، في أول استهداف مباشر من نوعه.
وفي خضم هذا التدهور الخطير، أعلنت واشنطن وقفاً لإطلاق النار بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، وسط تحركات دبلوماسية قادتها قطر وعُمان وأطراف دولية أخرى، لتفادي انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع.