صحافة دولية

إيران تتكلم بلسان ترامب.. دبلوماسية بطابع جديد يقودها عراقجي

عراقجي حاول خلق فجوة بين ترامب نتنياهو - ارنا
في وقتٍ يترقب فيه العالم مسار التفاوض بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي، تسعى طهران إلى تبنّي أساليب غير تقليدية للضغط وتحقيق مكاسب دبلوماسية.

في تقرير موسع نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، كشفت الباحثة "هولي داغريس" أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتّبع استراتيجية تواصل غير تقليدية، مستلهمة من أسلوب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة للتأثير على مسار المفاوضات النووية واستقطاب اهتمام دوائر صنع القرار داخل واشنطن.

وأشارت داغريس في تقريرها إلى أن عراقجي – الذي يعرف بإتقانه للغة الإنجليزية وخبرته الطويلة في الملف النووي – لجأ إلى تقليد لغة ترامب على منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك استخدام الحروف الكبيرة والأسلوب الهجومي الذي ميّز الرئيس الأمريكي.

وأكدت الباحثة أن منشوراً نشره عراقجي بتاريخ 28 نسيان / أبريل هاجم فيه فريق بايدن ووصفه بـ"الفاشل" في التعامل مع ملف إيران، لم يكن موجهاً فقط للرأي العام، بل حمل رسائل موجهة بعناية إلى ترامب.

وأضافت داغريس أن وزارة الخارجية الإيرانية شكلت بالفعل مجموعة عمل غير رسمية في أذار/ مارس 2024 لدراسة احتمالات عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بل إن نسخاً غير مرخّصة من كتابه الشهير The Art of the Deal بدأت تنفد من المكتبات الإيرانية، في مؤشر على اهتمام متزايد باستيعاب نهج رجل الأعمال الرئيس.

واعتبرت الباحثة أن هذه الاستراتيجية ليست جديدة على طهران، حيث كان محمد جواد ظريف – الوزير السابق – قد استخدم من قبل أدوات التواصل الأمريكية بفاعلية خلال مفاوضات الاتفاق النووي لعام 2015، لكن عراقجي يذهب أبعد، عبر مخاطبة ترامب بلغته الخاصة وتجنب توجيه الانتقادات المباشرة له، حتى في القضايا الحساسة مثل ملف الخليج.

وفي واحدة من أبرز الإشارات، قال عراقجي في مقال رأي نشرته واشنطن بوست في 8 نيسان / أبريل إن ترامب "لا يريد أن يصبح رئيساً يغوص في حرب كارثية جديدة"، مخاطباً بذلك الناخب الأمريكي العادي الذي يرفض الانخراط العسكري في الشرق الأوسط، كما وصف إيران بـ"الفرصة التريليونية" للاقتصاد الأمريكي، في محاولة للعب على وتر مصالح ترامب التجارية.

كما أضافت داغريس أن عراقجي حاول أيضاً  خلق فجوة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث اتهم الأخير بمحاولة "فرض إرادته" على الرئيس الأمريكي في ملف إيران، واعتبر أن نتنياهو خدع إدارة بايدن لتقديم مساعدات عسكرية غير مسبوقة خلال حرب غزة الأخيرة.

وخلصت داغريس إلى أن طهران باتت تدير ملفها التفاوضي على ساحة مزدوجة: العلن والدبلوماسية العامة، في مقابل قنوات خلفية غير رسمية موجهة حصرياً إلى دوائر ترامب، وهي استراتيجية قد تساهم في تهيئة الأجواء لصفقة جديدة إذا ما عاد الجمهوريون إلى السلطة.