طب وصحة

هل يصبح الثوم المعيار الجديد لغسول الفم؟

الدراسة أكدت أنها بحاجة لمزيد من التجارب السريرية- جيتي
الدراسة أكدت أنها بحاجة لمزيد من التجارب السريرية- جيتي
شارك الخبر
نشرت مجلة "ساينس أليرت" الأمريكية مقالًا يسلّط الضوء على أبحاث علمية حديثة تشير إلى أن غسول الفم المصنوع من مستخلص الثوم يشكّل بديلاً طبيعياً واعداً.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن دور الثوم قد لا يقتصر على الأساطير الشعبية حول طرد مصاصي الدماء، بل يمتد ليشمل مكافحة الميكروبات الضارة في الفم. وتشير أبحاث علمية حديثة إلى أن مستخلص الثوم قد يضاهي في فعاليته الكلورهيكسيدين، المكوّن المعتمد حالياً كـ"المعيار الذهبي" في صناعة غسولات الفم، مع آثار جانبية أقل.

وأوضحت المجلة أن المراجعة العلمية، التي قادها فريق بحثي من جامعة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، استندت إلى تحليل بيانات خمس دراسات سابقة قارنت بين قدرة الثوم والكلورهيكسيدين على القضاء على البكتيريا لدى البشر.

وأظهرت النتائج أن غسول الفم القائم على مستخلص الثوم حقق فعالية مماثلة لغسولات الفم المعتمدة على الكلورهيكسيدين في تقليل البكتيريا الضارة داخل الفم، ولا سيما بكتيريا المكورات العقدية الطافرة، المسؤولة بشكل رئيسي عن تسوّس الأسنان.

وحسب الباحثين فإن "الكلورهيكسيدين يُستخدم على نطاق واسع كغسول فم معياري، لكنه يرتبط بآثار جانبية ومخاوف متزايدة تتعلق بمقاومة الميكروبات للمضادات".

وأضافوا أن "مستخلص الثوم يمكن أن يشكّل بديلاً عملياً وفعالاً، لا سيما عند استخدامه بتركيزات أعلى". وبيّن الباحثون أن عامل التركيز كان حاسماً في النتائج، إذ تفوّق محلول الكلورهيكسيدين بتركيز 0.2 بالمئة على غسول الثوم بتركيز 2.5 بالمئة في تقليل بكتيريا المكورات العقدية الطافرة في اللعاب، غير أن رفع تركيز غسول الثوم إلى 3 بالمئة جعله أكثر فعالية من الكلورهيكسيدين.

ورغم هذه النتائج الإيجابية، أشارت المجلة إلى أن غسول الثوم لا يخلو من آثار جانبية، أبرزها الطعم القوي ورائحة الفم النفاذة، إلى جانب الإحساس بالحرقة واللذع داخل الفم.

ومع أن هذه الآثار تُعد أخف نسبياً مقارنة بآثار الكلورهيكسيدين، مثل تصبّغ الأسنان، إلا أنها قد تؤثر في مدى تقبّل المستخدمين له.

أما المخاوف المرتبطة بالكلورهيكسيدين، فتعود إلى دراسات سابقة أظهرت أن تعرّض البكتيريا المتكرر أو طويل الأمد لهذه المادة قد يعزز قدرتها على المقاومة، بل وحتى المقاومة المتقاطعة للمضادات الحيوية. وكتب الباحثون أن "هذه القيود أثارت مخاوف متزايدة، وسلّطت الضوء على الحاجة إلى بدائل أكثر أماناً وفعالية مماثلة".

ولفتت المجلة إلى أن الثوم استُخدم منذ آلاف السنين كعلاج طبيعي لمجموعة واسعة من الأمراض، حيث اكتشفت حضارات قديمة عدة، من بينها المصرية والرومانية والصينية، خصائصه العلاجية وقدرته على تعزيز الصحة.

وتعود الفوائد الصحية للثوم أساساً إلى مركّب "الأليسين"، الذي يتكوّن عند تقطيعه أو سحقه، ويعمل على تعطيل نمو البكتيريا وتقليل الإجهاد الخلوي، إلى جانب منح الثوم رائحته المميزة.

وخلصت المجلة إلى أن الأليسين قد يشكّل مستقبلاً الأساس لتطوير غسول فم فعّال مضاد للبكتيريا يسهم في الحد من تسوّس الأسنان وتحسين الصحة العامة، غير أن الباحثين شددوا على ضرورة إجراء دراسات سريرية أوسع بعينات أكبر وفترات متابعة أطول لتأكيد النتائج وتعزيز قابليتها للتطبيق السريري.
التعليقات (0)

خبر عاجل