دخلت العلاقات بين
الولايات المتحدة وفنزويلا مرحلة شديدة التوتر، في ظل تصعيد متواصل من جانب الرئيس
الأمريكي دونالد
ترامب، الذي كثف خلال الأشهر الأخيرة تهديداته باستخدام القوة العسكرية
البرية ضد
فنزويلا، بالتوازي مع فرض ضغوط اقتصادية متصاعدة تستهدف قطاع النفط الحيوي
للبلاد.
وبحسب رصد لشبكة
الـ"
سي إن إن" لتحركات وتصريحات ترامب منذ منتصف أيلول / سبتمبر، فإن الرئيس
الأمريكي لمح أو تعهد علنا، في ما لا يقل عن 17 مناسبة، بإمكانية تنفيذ عمليات عسكرية
برية داخل الأراضي الفنزويلية، مستخدما توصيفات متكررة مثل "قريبًا جدًا"
و"الخطوة التالية"، في سياق حديثه عن مواجهة تهريب المخدرات والهجرة غير
النظامية.
هذا التصعيد اللفظي
تزامن مع استعراض عسكري واسع في منطقة البحر الكاريبي، شمل نشر عشرات الآلاف من الجنود
الأمريكيين، وسفن حربية، إضافة إلى تنفيذ ضربات استهدفت قوارب تقول واشنطن إنها تُستخدم
في تهريب المخدرات، كما أقدمت القوات الأمريكية مؤخرًا على احتجاز ناقلة نفط فنزويلية
قبالة السواحل، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا عمليًا على تشديد الحصار.
وجاء التحول الأبرز
مع إعلان ترامب فرض "حصار كامل" على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة
من وإلى فنزويلا، وهو إجراء يهدف إلى خنق الاقتصاد الفنزويلي وزيادة الضغط على حكومة
الرئيس نيكولاس مادورو، ويمثل هذا القرار تصعيدا اقتصاديا يوازي في خطورته
التهديد
العسكري.
اظهار أخبار متعلقة
ورغم أن الإدارة الأمريكية
تبرر عملياتها بأنها جزء من حملة لمكافحة المخدرات ومنع تدفقات الهجرة، فإن تصريحات
صادرة عن مسؤولين في البيت الأبيض توحي بأن الهدف الأوسع يتمثل في تقويض حكم مادورو،
وربما الدفع نحو تغييره. فقد أشارت رئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، في تصريحات
إعلامية، إلى أن ترامب يسعى لمواصلة الضغط حتى “يستسلم النظام في كاراكاس”.
في المقابل، كشف ترامب
في مناسبات عدة أن فريقه يدرس سيناريوهات متعددة، تشمل ضربات جوية محدودة، أو استهداف
مسارات تهريب، وصولا إلى تدخل بري مباشر، مؤكدًا في أكثر من خطاب أن “العمليات البرية
أسهل” مقارنة بالتحركات البحرية.
ومع توالي هذه التصريحات،
تعيش فنزويلا حالة ترقب وقلق متزايد، وسط مخاوف من أن تتحول التهديدات الأمريكية من
مجرد ضغط سياسي واقتصادي إلى مواجهة عسكرية مفتوحة، قد تُدخل البلاد والمنطقة في مرحلة
جديدة من عدم الاستقرار.