سياسة دولية

سفن حربية فنزويلية ترافق ناقلات النفط.. وموسكو تحذر واشنطن

غادرت السفن بعد ساعات فقط من تصريح الرئيس ترامب نيته فرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات- جيتي
غادرت السفن بعد ساعات فقط من تصريح الرئيس ترامب نيته فرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات- جيتي
شارك الخبر
أمرت الحكومة الفنزويلية قوات البحرية بمرافقة السفن التجارية التي تنقل النفط ومنتجاته، في تحد لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض حصار جزئي يستهدف النفط الفنزويلي؛ وهو ما  يرفع احتمالات نشوب مواجهة عسكرية على المياه الدولية في الكاريبي.

وكشفت مصادر مطّلعة تحدثت لـ"نيويورك تايمز"، أن عدة ناقلات نفط غادرت مؤخرًا من ميناء خوسيه، ترافقها سفن حربية فنزويلية، وبينما لم تكن هذه الناقلات ضمن قائمة السفن الخاضعة لعقوبات أمريكية، لكن القرار يمثل تصعيدا غير مسبوق في المواجهة بين واشنطن وكاراكاس، وقال مسؤول أمريكي مطّلع، إن "واشنطن على علم بالسفن المرافقة وتدرس خيارات متعددة لاتخاذ الإجراءات اللازمة".

وفي وقت سابق، قال الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو إن بلاده ترفض الحرب، لكنها ستواصل التجارة المتبادلة للنفط، فيما أكد وزير دفاعه، فلاديمير لوبيز، جاهزية القوات للدفاع بأي ثمن، عن حقوق البلاد في مجالها الجوي ومناطقها البحرية.


في واشنطن، فوجئ كبار مسؤولي البنتاغون وقيادة القوات الأمريكية بتوجيهات ترامب بضرب "حصار كامل" على ناقلات النفط الفنزويلية المشمولة بالعقوبات، وقال مسؤولون أمريكيون إنهم سارعوا إلى تحديد دور الجيش الأمريكي والقوات البحرية المختصة في تنفيذ هذا الحصار، وسط غموض كامل حول التفاصيل العملية والمسؤوليات، ويضيف هذا الغموض طبقة إضافية من المخاطر؛ إذ إن أي تصادم أو سوء تقدير قد يتحول إلى مواجهة عسكرية مباشرة.

اظهار أخبار متعلقة


وحذر خبراء عسكريون من أن استمرار مادورو في إرسال البحرية لمرافقة ناقلات النفط يزيد احتمال تدخل أمريكي مسلح لوقف أي ناقلات خاضعة للعقوبات، فيما يدرس الجيش الأمريكي خيارات تشمل مصادرة السفن أو استخدام فرق مروحية مسلحة من البحر، مع الأخذ بعين الاعتبار مخاطر حدوث انسكاب نفطي كبير.


ورغم بَدْء بعض ناقلات النفط في تغيير مسارها بعيدًا عن فنزويلا التي تملك أكبر احتياطيات نفطية في العالم، إلا أنه لم يتضح بعد ما الذي قصده ترامب تحديدًا بتهديداته، فالعقوبات الأميركية التي اعتمدت خلال ولايته الأولى تجعل من غير القانوني للأميركيين شراء الخام الفنزويلي من دون ترخيص من وزارة الخزانة.

وإضافة إلى ذلك، تم فرض عقوبات على مئات السفن بحدّ ذاتها، وهي جزء من "أسطول ظل" ضخم يضم سفنا متهالكة في الغالب، انتشرت في السنوات الماضية لنقل النفط لمصلحة إيران وروسيا وفنزويلا وغيرها من خصوم الولايات المتحدة الخاضعين للعقوبات، ووفقا لشركة ويندوارد، وهي شركة استخبارات بحرية تساعد المسؤولين الأميركيين في استهداف أسطول الظل، هناك نحو 30 سفينة خاضعة للعقوبات تبحر بالقرب من فنزويلا، وقال موقع أكسيوس إن الجيش الأميركي يراقب نحو 18 نقالة وينوي مصادرتها. 

وجدد ترامب، أمس الأول، مطالبته لكاراكاس بـ"إعادة" الأصول إلى الولايات المتحدة، قائلًا إن فنزويلا "سرقتها" من بلاده، في إشارة إلى شركات أميركية قامت فنزويلا بتأميمها عبر فترات مختلفة من تاريخها،  وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وصف نائب رئيس هيئة موظفي ترامب، ستيفن ميلر، تأميم فنزويلا لصناعة النفط بأنها "أكبر سرقة مسجلة للثروة والممتلكات الأميركية".


ومنذ أوائل أيلول/سبتمبر، أغرقت القوات الأميركية نحو 25 سفينة يُزعم أنها تهرّب المخدّرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادي، ما أسفر عن مقتل نحو 100 شخص كانوا على متنها. وفي أحدث هذه العمليات، دمّرت القوات الأميركية، أمس الأول، قاربا جديدًا يُزعم أنه مرتبط بتهريب المخدرات في المياه الدولية بشرق المحيط الهادئ، وقتلت 4 أشخاص كانوا على متنه.

وفيما أعلنت الصين دعمها طلب فنزويلا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التهديدات الأميركية، قالت وزارة الخارجية الروسية، إنها تأمل في ألا ترتكب إدارة ترامب خطأ فادحًا بشأن فنزويلا، مشيرة إلى قلق موسكو من القرارات الأميركية التي تهدد الملاحة الدولية.

وأضاف البيان أن موسكو تفضّل تبنّي الحوار بين واشنطن وكراكاس، وتأمل ألا تخوض الولايات المتحدة أكثر في وضع ستكون له "عواقب لا يمكن التنبؤ بها على نصف الكرة الغربي بأكمله"، وأكد دعم روسيا "لنهج حكومة مادورو"، كما دعا الكرملين دول المنطقة إلى التحلّي بضبط النفس.
التعليقات (0)