صحافة إسرائيلية

معاريف: قطر تضغط لفرض المرحلة الثانية في غزة و"إسرائيل" أمام اختبار سياسي وأمني

التحركات تضع الاحتلال أمام معضلة مزدوجة - جيتي
التحركات تضع الاحتلال أمام معضلة مزدوجة - جيتي
شارك الخبر
تتصاعد التحركات الدبلوماسية حول ملف غزة مع تزايد الضغوط للانتقال إلى مرحلة جديدة من الترتيبات السياسية والأمنية، في وقت يواجه فيه الاحتلال الإسرائيلي مأزقا متفاقما بشأن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار.

وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن التحركات الدبلوماسية القطرية الأخيرة في واشنطن أعادت ملف غزة إلى واجهة التجاذبات السياسية، في وقت تعيش فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي حالة ارتباك متزايدة بشأن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، والانتقال إلى مرحلته الثانية.

وبحسب الصحيفة، أجرى رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سلسلة لقاءات في العاصمة الأمريكية مع أعضاء بارزين في مجلسي الشيوخ والنواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إلى جانب اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، تمحورت حول الوضع في غزة ومحاولات الدفع نحو ترتيبات جديدة لما بعد المرحلة الأولى من الاتفاق.

وخلال تصريحاته في واشنطن، شدد آل ثاني على أن التأخير في الانتقال إلى المرحلة الثانية يهدد الاتفاق برمته، قائلاً إن "الوضع الحالي في غزة يعرض وقف إطلاق النار للخطر يوما بعد يوم"، داعيا إلى خطوات فورية تمنع انهيار التفاهمات القائمة.

اظهار أخبار متعلقة


غير أن مصادر سياسية في تل أبيب، نقلت عنها "معاريف"، اعتبرت هذا الطرح القطري بمثابة ضغط مباشر على الحكومة الإسرائيلية، في وقت تصر فيه تل أبيب على استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق، وسط إخفاقها في حسم ملفات أساسية، من بينها استعادة جثمان الأسير الإسرائيلي ران غويلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدوحة تسعى، بالتوازي مع تحركاتها الأمريكية، إلى عقد اجتماع جديد للدول الوسيطة، مع طرح فكرة إعادة إشراك تركيا في مسار التفاهمات المقبلة، وهو ما تعتبره إسرائيل تطورا مقلقا.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن توسيع الدور التركي من شأنه تعزيز نفوذ أنقرة في غزة، وهو ما تعارضه تل أبيب بشدة، خاصة في ما يتعلق بأي ترتيبات أمنية أو قوة استقرار مستقبلية.

وتوقفت "معاريف" عند التصريحات القطرية بشأن "قوة الاستقرار" في غزة، والتي جاءت بصيغة فضفاضة، إذ قال آل ثاني إن هذه القوة "يجب ألا تحمي طرفًا على حساب آخر"، ويفسر مسؤولون إسرائيليون هذا الموقف على أنه محاولة لفرض صيغة تؤدي عمليًا إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي، دون ضمانات واضحة بشأن مواجهة حركة حماس أو تفكيك قدراتها على الأرض.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن الباحث في معهد القدس للاستراتيجية والأمن أرييل أدموني ، قوله إن قطر تحاول، قبيل اللقاء المرتقب بين بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "فرض وقائع سياسية جديدة تبقي حماس فاعلة في غزة، وتمنح تركيا دورًا مؤثرًا في المرحلة الثانية، مع استغلال رغبة ترامب في تحقيق إنجاز سياسي سريع".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف أدموني أن هذه التحركات تضع إسرائيل أمام معضلة مزدوجة: ضغوط دولية متزايدة من جهة، وعجز داخلي عن تقديم بدائل سياسية أو عسكرية واضحة من جهة أخرى، ما يعمّق الأزمة داخل الائتلاف الحاكم ويكشف حدود قدرة تل أبيب على فرض شروطها.

وخلصت "معاريف" إلى أن ملف غزة بات عبئا سياسيا متفاقما على الحكومة الإسرائيلية، في ظل فشلها في تحقيق أهدافها المعلنة، وتزايد أدوار الوسطاء الإقليميين على حساب نفوذها، مع اقتراب المفاوضات من مرحلة أكثر تعقيدًا وحساسية.
التعليقات (0)