تواجه خطط
تركيا لتأمين
إمدادات
الغاز الطبيعي تحديات متزايدة، في ظل تأثير العقوبات الأمريكية والأوروبية
المفروضة على إيران، والتي انعكست على
صفقات الاستيراد والمبادلة المرتبطة بإمدادات
الغاز القادمة من تركمانستان، وسط مساعٍ تركية لإيجاد بدائل تضمن استقرار احتياجات
الطاقة خلال فترات الذروة.
ونشر موقع "
أويل
برايس" تقريرًا يتناول تأثير العقوبات الأمريكية والأوروبية على واردات الغاز
التركية من تركمانستان عبر إيران، ومساعي أنقرة لتجاوز هذه المشكلة بهدف تأمين حاجياتها
من الطاقة.
وقال الموقع في هذا
التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار
أوضح في تصريحات مطلع الشهر الجاري أن أنقرة تعمل على توسيع وارداتها من الغاز عبر
اتفاق طويل الأمد مع إيران، إضافة إلى العمل على تسهيل وصول الإمدادات من تركمانستان.
وأوضح الموقع أن العقوبات
المفروضة على طهران تشكل عقبة رئيسية أمام هذه الجهود التي تبذلها تركيا لتأمين حاجتها
إلى إمدادات موثوقة ومتزايدة من الغاز خلال موسم الشتاء لتلبية الطلب المتنامي على
الطاقة.
وأضاف أن واردات الغاز
من إيران مهمة للغاية بالنسبة لتركيا حتى لا تواجه صعوبات في تلبية احتياجاتها وتتجنب
حوادث انقطاع الكهرباء كتلك التي شهدها شتاء 2022.
وكانت تركيا قد بدأت
باستيراد الغاز الإيراني منذ 2001 بموجب اتفاق ينتهي في تموز/ يوليو 2026. وخلال هذه
الفترة، تعرضت الإمدادات لاضطرابات متكررة بسبب الصعوبات التي واجهت إيران في صيانة
بنيتها التحتية المتقادمة تحت وطأة العقوبات، إضافة إلى تحويل الغاز المخصص للتصدير
نحو السوق المحلي في فترات ذروة الشتاء.
صفقة المبادلة
وذكر الموقع أن أنقرة
بدأت في آذار/ مارس الماضي ترتيبات المبادلة مع إيران لتسليم الغاز التركماني إلى تركيا،
بهدف تلبية احتياجاتها الشتوية، وتعزيز صورة عشق آباد كشريك موثوق في مجال الطاقة،
بما يدعم مشروع خط أنابيب الغاز العابر لبحر قزوين الذي تحلم به تركيا منذ التسعينيات.
وقد أكد بيرقدار في
اجتماع لمنظمة الدول التركية في 10 كانون الأول/ ديسمبر الجاري أن بلاده "وصلت
إلى مرحلة اتخاذ خطوات ملموسة نحو حلم الثلاثين عامًا بإيصال الغاز الطبيعي إلى تركيا
عبر خط أنابيب يمر من بحر قزوين".
اظهار أخبار متعلقة
وينص الاتفاق على أن
تحصل تركيا على 1.3 مليار متر مكعب من الغاز التركماني سنويًا عبر خط الأنابيب الإيراني
التركي، مقابل ضخ تركمانستان كمية أكبر قليلًا إلى شمال غرب إيران، لتغطية تكاليف العبور.
أسباب التوقف
وأكد الموقع أن العملية
انطلقت في آذار/ مارس الماضي بشكل سلس، وتسلمت أنقرة 112 مليون متر مكعب، وبلغ الإجمالي
حتى حزيران/ يونيو 465 مليون متر مكعب، قبل أن تتوقف الإمدادات بشكل مفاجئ.
وحسب الموقع، مازالت
أسباب هذا التوقف غير واضحة، وقد أرجعها رئيس شركة "تركمان غاز" ماكسات باباييف
إلى "أسباب تقنية"، بينما أشار بايرقدار في تشرين الأول/ أكتوبر إلى مشاكل
في السداد.
لكن مصادر أخرى تربط
الأمر بالعقوبات الأمريكية والأوروبية على إيران، إذ وسّعت إدارة ترامب في حزيران/
يونيو العقوبات لتشمل صفقات المبادلة الخاصة بالغاز، وتبعتها بروكسل في أيلول/ سبتمبر.
إشارات متناقضة
أوضح الموقع أن صفقة
الاستيراد التركية التي تنتهي في تموز/ يوليو القادم تتمتع بإعفاء من العقوبات الأمريكية،
ومن المتوقع أن يبقى هذا الإعفاء ساريا إذا تم تجديد الصفقة لما بعد عام 2026.
لكن المشكلة قد تكون
في صفقة المبادلة مع تركمانستان، لأن احتمال حصول تركمانستان على إعفاء لإرسال الغاز
إلى إيران يبدو ضعيفًا -وفقا للموقع-، وقد يكون دافع واشنطن لرفض الإعفاء هو الضغط
على عشق آباد للمشاركة الكاملة في مشروع خط الأنابيب الذي يمر عبر بحر قزوين.
اظهار أخبار متعلقة
واعتبر الموقع أن الولايات
المتحدة أرسلت إشارات متناقضة إلى عشق آباد خلال العام الجاري. ففي تشرين الأول/ أكتوبر
أشادت القيادة التركمانية بدعم واشنطن لمشروع خط الأنابيب العابر لأفغانستان، المعروف
باسم "تابي"، لكن المسؤولين في تركمانستان انتقدوا أيضا القيود الأمريكية
على هجرة مواطنيهم إلى الولايات المتحدة.
ورغم توقف الإمدادات
وعدم اليقين بشأن العقوبات، بدا بيرقدار واثقًا من إمكانية التوصل إلى ترتيب جديد وموسع،
وقال في اجتماع منظمة الدول التركية: "لقد بدأنا هذا العام ولأول مرة استيراد
الغاز من تركمانستان. والخطوة التالية هي زيادة حجم الواردات."