صحافة دولية

MEE: لماذا رحب اللوبي المؤيد لـ"إسرائيل" بقرار ترامب تصنيف الإخوان بـ"الإرهاب"

قالت صحيفة هآرتس العبرية إن قرار ترامب بشأن الإخوان يفتقر إلى العمق الاستراتيجي ويعكس طابعًا سياسيًا وليس أمنيًا – الأناضول
قالت صحيفة هآرتس العبرية إن قرار ترامب بشأن الإخوان يفتقر إلى العمق الاستراتيجي ويعكس طابعًا سياسيًا وليس أمنيًا – الأناضول
شارك الخبر
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرًا أعده شون ماثيوز قال فيه إن الضغط الإسرائيلي سيكون عاملا مهما في مضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتطبيق أمره التنفيذي وتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية.

وقال ماثيوز، إنها ليست المرة الأولى التي يفكر فيها ترامب باعتبار الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، ففي ولايته الأولى كان الموضوع على طاولة النقاش، لكن أمره التنفيذي الأخير يضعه على بعد خطوة من تصنيف الجماعة، إلا أن الأمر لم يحدث الأثر المنشود منه، ورأى مسؤول عربي تحدث إلى الموقع أن الخطوة لا أهمية لها وتظل "رمزية"، كما وتحدث دبلوماسي غربي يعمل في الخليج قائلًا إن الأمر "منسي".

اظهار أخبار متعلقة


ومع ذلك فقد كان أعلى رد على القرار من الأصوات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة مثل لورا لومر التي انتقدت الأمر الذي حدد مراجعة لعدد من فروع جماعة الإخوان المسلمين لكنه لم يصنفها كجماعات إرهابية أو يذهب بعيدًا، ويرى الخبراء أن الرد الصامت من المنطقة وهوس الجماعات المؤيدة لإسرائيل بالإخوان، يعكس التغيرات الكبيرة التي حدثت بالمنطقة بين ولايتي ترامب.

ويقول كريستيان كوتس أورليشسن، الخبير بمنطقة الخليج بمعهد بيكر: " لا يوجد هناك أي توجه خليجي وراء هذه الدفعة، كما هو الحال مع فريق ترامب الأول، ويبدو أن لومر وبعض العناصر من قاعدة ماغا هي التي تقف وراء هذا"، وتظل حركة الإخوان المسلمين التي نشأت في عشرينات القرن الماضي أثناء الاحتلال البريطاني لمصر، متنوعة ولديها فروع مرتبطة بها وبأجندة سياسية مختلفة، كما هو الحال في السودان وتونس والأردن وغيرها، لكن ما يجمعها هو النظر الإسلامية والسياسية، وقد عارضت الإمارات والسعودية الجماعة. إلا أن ما يجمع كل فروع الحركة في أنحاء العالم العربي هو تعاطفها مع القضية الفلسطينية والمعارضة لإسرائيل، ونشأت حركة حماس من فرع الأخوان في غزة.

روز كيلانك، مديرة برنامج الشرق الأوسط في معهد "ديفنس برايوريتز" قالت: "الإخوان المسلمون لا يمثلون تهديدًا على الولايات المتحدة" و "الجدل الذي يقدم هو أنها قد تمثل تهديدًا لإسرائيل"، وأضافت: "أعتقد أن السبب أننا (أمريكا) نقوم بهذا، وهو ما تريد إسرائيل من الولايات المتحدة عمله". 

ولم يذكر الأمر التنفيذي لترامب تركيا، العضو في الناتو، حيث لم يتم حظر الإخوان المسلمين فيها ولديهم الكثير من الأنصار، بل وذكر الأمر تحديدًا عملية فحص فروع الجماعة في مصر والأردن ولبنان واتخاذ قرار بتصنيفها فيما بعد، وقد حظر الأردن جماعة الإخوان في الربيع الماضي، أما مصر فحظرتها بعد الإطاحة بنظام محمد مرسي، وفي لبنان تمثل الجماعة الإسلامية، فرع الإخوان هناك ولديها جناح عسكري هو  "الفجر" الذي استهدفته إسرائيل بغاراتها.

واختيار هذه الدول له معنى، فهي مهمة لإسرائيل كما تقول كيلانيك: "إذا نفذ ترامب ما وعد به، فسيعزز فكرة أن إسرائيل محاطة بجماعات إرهابية، مما قد يكون هذا ذريعة أمريكية لمزيد من الهجمات الإسرائيلية على لبنان". وأضافت أنه في حين أن خطوة ترامب قد تبدو "منخفضة التكلفة" بالنسبة للولايات المتحدة، إلا أنها قد تكون لها تداعيات على السياسة الإسرائيلية الداخلية في ظل سعي نتنياهو للبقاء في منصبه وسط محاكمة فساد.

وقال نتنياهو الأسبوع الماضي إن إسرائيل تتطلع إلى "استكمال عملية" حظر جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما قالت كيلانيك إنه قد ينذر بحملة قمع على الأحزاب الفلسطينية في إسرائيل، وانضمت القائمة العربية الموحدة، التي يقودها منصور عباس، إلى حكومة ائتلافية إسرائيلية في عام 2021 أطاحت بنتنياهو مؤقتا من السلطة، وأضافت: "هذا ببساطة يزيد من رغبات اليمين المتطرف في إسرائيل الذي لا يريد مشاركة سياسية فلسطينية".

طرح ترامب لأول مرة تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية عام 2017،  بعد تداعيات احتجاجات الربيع العربي بالشرق الأوسط والتي أسقطت أنظمة في تونس ومصر، وليبيا وانقسمت القوى الكبرى في المنطقة حول كيفية التعامل مع هذه الحركة، ففي الوقت الذي دعمت فيه تركيا الاحتجاجات، إلا أن دول الخليج تخوفت من التظاهرات الشعبية، وبخاصة السعودية والإمارات العربية المتحدة، وعندما فاز الإخوان في انتخابات مصر عام 2012 لم يعمروا سوى عامًا، حيث أطاح به الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي حاول عام 2019 الضغط على ترامب من أجل تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية أجنبية.

وبحلول الوقت الذي غادر فيه ترامب منصبه، كانت القوى الرئيسية في المنطقة تحاول إصلاح علاقاتها، في عام 2021، أعادت السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتها مع قطر، ووقعت اتفاقية العلا، وقال أورليشسن، من معهد بيكر، لموقع "ميدل إيست آي": "شنت المعارك، وتجاوزت المنطقة مرحلةً حاسمةً"، فيما أبرزت الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة والحرب على إيران مخاوف جديدة.

اظهار أخبار متعلقة


وشهدت التحالفات في الشرق الأوسط تحولا ملحوظًا. وهو ما بدا واضحًا في حرب اليمن والحرب الجارية في السودان، حيث تغيرت طبيعة التحالفات، وأدى انهيار نظام بشار الأسد في سوريا العام الماضي إلى تغير في طبيعة العلاقات الإقليمية. وعندما ضربت إسرائيل قطر في أيلول/سبتمبر كان رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد أول زعيم دولة خليجية يزور الدوحة.
التعليقات (0)

خبر عاجل