بدأت
الصين خطوة
جديدة في سباق علمي عالمي نحو مكافحة
الشيخوخة، مستثمرة مليارات الدولارات في
مختبرات وتجارب متقدمة لتحقيق تقدم غير مسبوق في الصحة والتكنولوجيا الحيوية.
وبحسب تقرير صحيفة
"نيويورك تايمز" أكد أن الصين تخوض سباقا علميا محموما نحو ما تصفه بـ"إكسير
الحياة"، في إطار مشروع وطني ضخم يهدف إلى إطالة عمر الإنسان وتحويل مكافحة الشيخوخة
إلى صناعة استراتيجية مدعومة من الدولة.
وأشارت الصحيفة إلى
أن بكين تضخ مليارات الدولارات في أبحاث ومختبرات متخصصة في تجديد الخلايا ومكافحة
الشيخوخة، في محاولة لتجاوز الغرب وتحقيق سبقٍ علمي جديد يُضاف إلى تفوقها في الذكاء
الاصطناعي والتقنيات الحيوية.
وكشفت
"نيويورك
تايمز" أن اهتمام الصين بهذا المجال ازداد بعد حوار لافت بين الرئيس الصيني شي
جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما الأخير، حين تحدثا عن إمكانية
أن يعيش الإنسان حتى 150 عامًا، وهي فكرة وُصفت بأنها أكثر من مجرد مزحة دبلوماسية.
كما نقلت الصحيفة عن
المسؤول في شركة Lonvi Biosciencesليو تشينجهوا، قوله إن الوصول
إلى عمر 150 عامًا "لم يعد خيالًا علميًا بل هدفًا يمكن تحقيقه خلال العقود المقبلة"،
مشيرًا إلى أن شركته طورت حبوبا مضادة للشيخوخة تعتمد على مستخلص بذور العنب.
وأكدت الصحيفة أن فكرة
"إكسير الحياة" ليست جديدة، إذ تبناها في السابق بعض أثرياء وادي السيليكون
في الولايات المتحدة، غير أن الصين جعلت منها مشروعًا مؤسساتيًا تدعمه الدولة، مستلهمة
تراثها الإمبراطوري في البحث عن "جرعات الخلود".
اظهار أخبار متعلقة
وفي المقابل، حذر علماء
غربيون من المبالغة في هذه الطموحات، مشيرين إلى أن بعض الادعاءات الصينية تفتقر إلى
التحقق العلمي، رغم اعترافهم بأن بكين حققت قفزة هائلة في أبحاث الشيخوخة خلال السنوات
الأخيرة.
وذكرت الصحيفة أن متوسط
العمر في الصين ارتفع إلى 79 عامًا العام الماضي، وهو أقل من اليابان بخمس سنوات، لكنه
يعكس التقدم في الرعاية الصحية والتقنيات الحيوية، وسط طموح رسمي لرفع هذا المعدل بشكل
غير مسبوق.
وتابع الصحيفة أن منتقدو
النظام يرون أن المشروع يحمل أبعادًا سياسية ورمزية، تؤكد السلطات الصينية أن هدفها
هو تحسين جودة الحياة وتطوير علوم الطب الحيوي لخدمة الإنسان، لا مجرد السعي وراء الخلود.