تواصلت أمواج النزوح بالتدفق
نحو مدينة الدبة شمال
السودان، حيث وصل عدد النازحين إلى 57 ألفا، معظمهم من
مدينتي الفاشر وبارا.
ويروي النازحون قصصا
مأساوية عن فقدان أفراد من أسرهم، وسط مشاهد صادمة للجثث في الطرقات.
وتكافح مبادرات
إنسانية لتوفير الغذاء والمأوى لآلاف النازحين في ظروف بائسة، في حين تتصاعد
المناشدات للمنظمات الدولية للتدخل العاجل.
وقالت شبكة
"أطباء السودان" إن قوات
الدعم السريع جمعت مئات
الجثث من الشوارع
والأحياء السكنية في الفاشر، ودفنت بعضها في مقابر جماعية، بينما أحرقت أخرى
بالكامل.
ووصفت ما حدث بأنه
"فصل جديد من جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان"، مؤكدة أن هذه الأعمال
تمثل انتهاكا صارخا لكل الأعراف الدولية والدينية، التي تكفل للضحايا حق الدفن
الكريم وتحرم التمثيل بالجثث.
وحمّلت الشبكة قيادة
قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه "الجرائم"، ودعت المجتمع
الدولي إلى "تحرك فوري وعاجل لفتح تحقيق دولي مستقل" في الانتهاكات
الجارية، مشيرة إلى أن ما يحدث "تجاوز حدود الكارثة الإنسانية إلى جريمة
إبادة ممنهجة تستهدف الإنسان في حياته وكرامته، في ظل صمت دولي يرقى إلى التواطؤ".
اظهار أخبار متعلقة
من جانبها أفادت
منظمات مساعدات إنسانية أن عشرات الآلاف من السودانيين لجأوا إلى المخيمات المكتظة
هربا من الفظائع الجارية، فيما حذّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك
من أن آلاف المدنيين ما زالوا محاصرين في مناطق النزاع، وسط تصاعد العنف بين الجيش
السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، على خلفية صراع طويل.
وتشير تقديرات منظمة
الصحة العالمية إلى أن الحرب أودت بحياة ما لا يقل عن 40 ألف شخص، بينما نزح نحو
12 إلى 13 مليون شخص داخليا.
ويواجه حوالي نصف
السكان انعداما حادا في الأمن الغذائي، في ظل أزمة إنسانية توصف بأنها من الأسوأ
عالميا.
وحذر تقرير التصنيف
المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المدعوم من الأمم المتحدة، أن أكثر من 21 مليون
شخص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك نحو 30 بالمئة من
الأطفال دون الخامسة الذين يعانون سوء التغذية.
وأشار التقرير إلى أن
375 ألف شخص تعرضوا للجوع منذ أيلول/سبتمبر، وأن أكثر من 6 ملايين شخص في أنحاء
السودان يواجهون مستويات مرتفعة من الجوع، مع وجود 20 منطقة أخرى معرّضة لخطر
المجاعة.
وتتوقع الأمم المتحدة
استمرار الوضع حتى مايو/أيار 2026 على الأقل.
من جانبها، أعلنت
المنظمة الدولية للهجرة فرار أكثر من 36 ألف مدني من شمال كردفان بسبب تصاعد
المعارك في دارفور المجاورة.
إلى ذلك دعا مدير عام
منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الاثنين، إلى وقف إراقة الدماء في
السودان، معربا عن حزنه لمقتل الطبيب آدم إبراهيم إسماعيل بمدينة الفاشر.
وقال غيبريسوس:
"تنعى منظمة الصحة العالمية الطبيب آدم إبراهيم إسماعيل وتطالب بوقف العنف ضد
العاملين في مجال الرعاية الصحية".
وتابع: "يجب أن
تتوقف إراقة الدماء في السودان".
والأربعاء، أعدمت قوات
الدعم السريع ميدانيا الطبيب آدم إبراهيم إسماعيل في مدينة الفاشر غربي البلاد،
بحسب "شبكة أطباء السودان".
كما نعت "تنسيقية
لجان مقاومة الفاشر" في بيان "الطبيب آدم إبراهيم الذي أفنى حياته في
خدمة أبناء مدينته خلال فترة الحصار، مقدما الرعاية والعون لكل محتاج، حتى طالته
رصاصات الغدر في مدينة الفاشر على يد الدعم السريع".