تتنامى 
المخاوف الغربية، بشأن التكنولوجيا المتصلة بالسيارات 
الصينية لما تملكه من أنظمة استشعار متطورة، تصنف كأدوات محتملة لجمع المعلومات الاستخبارية، وسط مزاعم حول قدرتها على التقاط بيانات بصرية وصوتية واسعة النطاق، ونقلها مباشرة إلى خوادم في الصين، قد تكون مرتبطة بالحكومة.
وبرزت نقاشات واسعة حول السيارات الصينية الحديثة ومدى ارتباطها بمخاوف تتعلق بالتجسس وجمع البيانات، خاصةً مع التطور السريع الذي شهده قطاع صناعة السيارات الذكية في الصين.
تحذير من استخدام السيارات الصينية
وأبدت الولايات المتحدة وأوروبا مخاوف بشأن السيارات الصينية، خاصة تلك المزودة بأنظمة ذكية، وبعض الدول أعربت عن قلقها من أن البيانات المجمعة يمكن أن تستخدم لأغراض استخباراتية. وفي أبرز إجراء يعكس الخشية من تسرب معلومات، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، الأحد، إن رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، أمر بجمع المركبات الصينية من ضباط الجيش، والتي تقدر بنحو 700 مركبة، بعضها من طراز "تشيري".
وجاء القرار بعد أن حددت أجهزة أمن الاحتلال، وجود خطر فعلي لتسرب معلومات حساسة أو حصول عمليات 
تجسس من خلال أنظمة هذه السيارات.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، حظرت وزارة الدفاع البريطانية استخدام المركبات الكهربائية المزودة بمكونات صينية في المواقع الحساسة وقواعد التدريب العسكرية.
وقالت صحيفة "
آي بيبر" إن الموظفين العاملين في قاعدة ويتون الجوية الملكية البريطانية السرية في كامبريدجشير أبلغوا بضرورة ركن المركبات الكهربائية المصنعة باستخدام التكنولوجيا الصينية على بُعد ميلين على الأقل من المباني الرئيسية.
اظهار أخبار متعلقة
ما هي طبيعة المخاوف من السيارات الصينية؟
وتعتمد هذه المخاوف على عدة عوامل تتعلق بالتكنولوجيا المتقدمة التي تستخدمها السيارات الصينية ومنها أن تلك السيارات تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الذكية، مثل أنظمة GPS لتحديد الموقع الجغرافي، وتقنيات الاتصال بالإنترنت، والكاميرات وأجهزة الاستشعار وتسجيل الصوت أو الفيديو في السيارة ومحيطها، وهذه السيارات غالبًا ما تكون مجهزة بأنظمة مساعدة القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي، التي تتطلب جمع بيانات مستمرة لتحسين الأداء، مثل، موقع السيارة، سرعة القيادة، حالة الطرق، أنماط القيادة الشخصية للسائق.
لم الخوف من السيارات الصينية؟
لا تقتصر المخاوف على السيارات الصينية الحديثة، فحسب، فجميع 
السيارات الحديثة تتشارك نفس المخاوف على اعتبار أنها تحمل نفس الدرجة من التكنولوجيا في إطار التنافس بين الشركات، لكنها تُثار بشكل أكبر مع الشركات الصينية بسبب العلاقة المحتملة بين الشركات والحكومة الصينية، في ظل قوانين تشير إلى إمكانية إلزام الشركات الصينية بمشاركة البيانات مع السلطات عند الطلب.
في المقابل، حظرت الصين استخدام سيارات تسلا الأمريكية في بعض المناطق الحساسة عام 2021 بسبب مخاوف أمنية تتعلق بتسجيل البيانات والموقع، وهذا يشير إلى أن نفس المخاوف يمكن أن تُثار بالنسبة للسيارات غير الصينية أيضا.
اظهار أخبار متعلقة
ما موقف الشركات الصينية؟
الشركات الصينية مثل BYD، جيلي، وMG أكدت أن جميع البيانات التي تجمعها تخضع للقوانين المحلية في الدول التي تعمل بها.
فيما قامت بعض الشركات نقلت الخوادم الخاصة ببيانات المستخدمين إلى خارج الصين لطمأنة الحكومات والعملاء، مثلما فعلت هواوي في قطاع الهواتف الذكية.
ماذا يقول الخبراء؟
يرى خبراء الأمن السيبراني أن السيارات الذكية بشكل عام سواء كانت صينية أو من شركات أخرى مثل تسلا تحمل مخاطر متعلقة بالخصوصية، بسبب كميات البيانات التي تجمعها، وينصح الخبراء العملاء بالتحقق من سياسات الخصوصية للشركة المصنعة، ومعرفة المكان الذي تُرسل إليه بيانات السيارة وكيفية استخدامها.
وينصح الخبراء بتعطيل خدمات غير ضرورية في السيارات الحديثة، فإذا لم تكن بحاجة إلى خدمات تحديد الموقع أو الإنترنت داخل السيارة، يمكنك تعطيلها. كما يُنصح بتحديث أنظمة السيارة لتجنب الثغرات الأمنية، مع ضرورة مراجعة سياسة الخصوصية الخاصة بالشركة المصنعة للتأكد من كيفية التعامل مع بياناتك.