سياسة دولية

تراجع نفوذ إيباك يضغط على الديمقراطيين قبيل انتخابات 2026

تصاعد السخط الديمقراطي على دعم الاحتلال في خضم انتخابات 2026 التمهيدية - جيتي
تصاعد السخط الديمقراطي على دعم الاحتلال في خضم انتخابات 2026 التمهيدية - جيتي
أظهر استطلاع داخلي أجرته شركة “Upswing Strategies” أن  الدعم الذي تقدمه جماعات الضغط الموالية للاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (AIPAC)، بات يشكل عبئا على المرشحين الديمقراطيين في الولايات الأميركية التمهيدية، في ظل تزايد السخط الشعبي على الاحتلال بعد أكثر من عامين من الحرب الدامية على قطاع غزة.

وشمل الاستطلاع، الذي جرى في ولايات إلينوي وميشيغان ومينيسوتا وبنسلفانيا، 850 ناخبا ديمقراطيا، وهي ولايات تضم بعضا من أكثر الدوائر التمهيدية تنافسا في انتخابات 2026. 

وكشف أن نحو 48% من الناخبين لن يدعموا أبدا أي مرشح يتلقى تمويلا من إيباك أو جماعات موالية للاحتلال الإسرائيلي، بينما أعرب 28% منهم عن هذا الموقف بشكل حازم. وفي المقابل، أشار 40% إلى احتمال دعمهم لمرشح مدعوم من إيباك إذا اتفقوا معه في بقية القضايا، مع أن 10% فقط أبدوا هذا الموقف بحزم.


ونُشرت نتائج الاستطلاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الصحفي ماثيو إيدي من موقع "Evanston Now" في ولاية إلينوي، الذي أكد أن النتائج باتت “تتداول بين الديمقراطيين في عدد من الدوائر التمهيدية التنافسية بالولاية” منذ إجرائه في أوائل أيلول/سبتمبر الماضي.

ويكتسب الاستطلاع أهمية خاصة مع استعداد مقعد السيناتور الديمقراطي ديك دوربن لأن يصبح شاغرا عام 2026، وسط إعلان عدد من أعضاء الكونغرس نيتهم الترشح للمقعد، بينهم شخصيات تلقت دعما كبيرا من إيباك مثل راجا كريشنا مورثي وروبن كيلي. 

ويتوقع أن تسعى الجماعات الموالية للاحتلال إلى منع فوز الناشطة التقدمية كينا كولينز، التي تخوض للمرة الرابعة الانتخابات ضد النائب داني ديفيس، بعد أن أنفقت ذراع إيباك "United Democracy Project" نحو نصف مليون دولار في 2024 في حملات ضدها، بسبب وصفها حصار إسرائيل لغزة بأنه “جريمة حرب”.

اظهار أخبار متعلقة


كما شملت دائرة النائبة إلهان عمر في مينيسوتا، التي واجهت تحديات متكررة من إيباك دون جدوى، إضافة إلى دائرة النائبة هايلي ستيفنز في بنسلفانيا، التي تلقت دعما تجاوز 5.4 ملايين دولار من إيباك وجماعات أخرى عام 2024 للإطاحة بالنائب التقدمي آندي ليفين.

وأظهرت نتائج الاستطلاع تراجع نفوذ جماعات الضغط الموالية للاحتلال  الإسرائليي داخل الحزب الديمقراطي، وهو ما اعتبره مراقبون “تغيرا جذريا في المزاج السياسي” في أعقاب الحرب على غزة.

وأوضح النائب الديمقراطي سيث مولتون من ماساتشوستس أنه أعاد التبرعات التي تلقاها من إيباك، قائلا: “أنا صديق لإسرائيل، لكن ليس لحكومتها الحالية، ومهمة إيباك هي دعم تلك الحكومة”.

من جهته، رأى بيتر بينارت، رئيس تحرير مجلة Jewish Currents التقدمية، أن “القواعد السياسية التي حكمت الحزب طوال نصف قرن تتغير أمام أعيننا”، مضيفا أن “السياسيين الديمقراطيين لم يعودوا يخافون من إيباك، بل من الارتباط بها”، في إشارة واضحة إلى تحول مواقف الناخبين الديمقراطيين تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

كما أشار الاستطلاع إلى أن أغلبية الناخبين الديمقراطيين يحملون نظرة إيجابية تجاه فلسطين والمنظمات الدولية الداعمة لها، مثل الأمم المتحدة و”أطباء بلا حدود”، مقابل رؤية سلبية للاحتلال الإسرائيلي، خصوصا تجاه رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.

يعكس هذا الاستطلاع تحولا ملموسا في المشهد السياسي الداخلي للحزب الديمقراطي، حيث بدأ تأثير جماعات الضغط الموالية لإسرائيل يتراجع أمام تصاعد المواقف المؤيدة لفلسطين والرافضة للسياسات الإسرائيلية في الحرب على غزة.
التعليقات (0)

خبر عاجل