أعربت الحكومة
الهندية عن
ردود فعل غاضبة بعد
إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض
رسوم قدرها 100 ألف دولار على تأشيرات H-1B للعمال
المهرة، في خطوة وصفتها الهند بأنها قد تترتب عليها “عواقب إنسانية”، بينما قال
أحد الوزراء إن الإدارة الأمريكية “خائفة من مواهبنا”.
ويتيح برنامج H-1B للشركات الأمريكية توظيف العمال الأجانب في
مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات، والرعاية الصحية، والهندسة، للعمل في الولايات
المتحدة لمدة تصل إلى ست سنوات. وكانت الهند المستفيد الأكبر من هذه التأشيرات،
حيث شكلت 71% من الموافقات خلال عام 2024.
وبررت واشنطن قرارها بالقول إن البرنامج
يُستغل لخفض أجور العمال الأمريكيين ونقل وظائف تقنية إلى الخارج، فيما يشكل حاملو
التأشيرات 65% من قوة العمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات بالولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان لها
إن الرسوم الجديدة "ستسبب اضطراباً للأسَر"، مؤكدة أهمية تبادل العمال
المهرة الذي ساهم بشكل كبير في المصالح الاقتصادية لكل من الهند والولايات
المتحدة.
وأضاف وزير التجارة الهندي، بييوش جويل،
الأحد: "هم أيضاً خائفون من مواهبنا. نحن لا نمانع ذلك".
ودخلت الرسوم الجديدة، التي تزيد 60 مرة عن
التكلفة الحالية، حيز التنفيذ يوم الأحد، وأثرت فوراً على قطاع تكنولوجيا
المعلومات في الهند، بما في ذلك شركات كبرى مثل Infosys وTata
Consultancy Services، ما أدى إلى تراجع أسعار أسهمها.
وحذرت رابطة شركات تكنولوجيا المعلومات
الهندية (Nasscom) من أن القرار
قد "يؤثر على منظومة الابتكار في الولايات المتحدة"، ويخلق "حالة
من عدم اليقين الكبيرة للأعمال والمهنيين والطلاب حول العالم".
وفي ولاية تيلانغانا الجنوبية، التي ترسل
عدداً كبيراً من العاملين في تكنولوجيا المعلومات إلى الولايات المتحدة، دعا رئيس
الحكومة المحلية ناريندرا مودي إلى التعامل مع الأمر "على قدم المساواة مع
حالة طوارئ"، محذراً من أن معاناة العمال الهنود ستكون "لا تُصدق".
وسادت حالة من الفوضى والارتباك بين موظفي H-1B خلال عطلة
نهاية الأسبوع، قبل أن توضح واشنطن أن القرار ينطبق على المتقدمين الجدد فقط وليس
على حاملي التأشيرات الحاليين أو طلبات التجديد، ما دفع العديد من العمال الهنود
والصينيين إلى تعديل خطط سفرهم بشكل عاجل.
ولفت تقرير لصحيفة "الغارديان"
البريطانية اليوم الانتباه إلى أنه وفي الصين، ثاني أكبر مستفيد من تأشيرات H-1B بعد الهند بنسبة 11.7%، لم يصدر رد رسمي
بعد، لكن وسائل التواصل الاجتماعي شهدت موجة من الغضب والارتباك، حيث وصف البعض
القرار بأنه "سياسة خبيثة تهدف لمضايقة حاملي التأشيرات"، بينما قال
آخرون إنهم يشعرون بأنهم مجرد "ذرات صغيرة" أمام تغيرات سياسات الهجرة
المتسارعة.
اظهار أخبار متعلقة