ملفات وتقارير

صحيفة جزائرية: تصريحات لافروف حول علاقتنا بمالي تضع موسكو في موقف محرج

صحيفة جزائري: تصريحات لافروف تزيد من تعقيد الأزمة في حال اعتمادها مرجعاً سياسياً للكرملين، وتنزع عن روسيا شرعية الوساطة وإدارة الأزمة.. الأناضول
صحيفة جزائري: تصريحات لافروف تزيد من تعقيد الأزمة في حال اعتمادها مرجعاً سياسياً للكرملين، وتنزع عن روسيا شرعية الوساطة وإدارة الأزمة.. الأناضول
انتقدت صحيفة الخبر الجزائرية تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، التي ربط فيها الأزمة بين الجزائر وباماكو بالحدود المصطنعة التي رسمتها الإدارة الفرنسية الاستعمارية، معتبرة أن هذه المقاربة خارجة عن النص التاريخي والسياسي، وتضع موسكو في موقف محرج على المستويين الإقليمي والدولي.

وأشار التقرير إلى أن لافروف حاول تبرئة بلاده من اتهامات ارتكاب "مجازر ضد المدنيين" من قبل الفيلق الإفريقي، إلا أن تصريحاته أظهرت روسيا وكأن لديها تصورات مناقضة للسلطات المالية الانتقالية في حماية وحدة البلد من ما يسمى بالانفصاليين الأزواد، مما يطرح علامات استفهام حول شرعية وجودها في مالي، رغم اتفاقيات التعاون الأمني المعلنة مع باماكو.

ووفق التقرير، فإن الربط بين الأزمة الحالية والحدود الاستعمارية، ولو كان يحمل جانبًا من الصحة فيما يتعلق بمحاولات القوى الاستعمارية إشعال النزاعات الإثنية، إلا أنه يعد خارج السياق التاريخي، ولم يكن موضوع أي تواصل بين الجزائر ومالي منذ الاستقلال. كما أشار إلى أن الإدارة الاستعمارية حاولت في 1956 وفشل مشروع فصل جنوب الجزائر، ثم في 1961 سعت لمنح الطوارق إقليماً يمتد إلى ليبيا ومالي والنيجر، لكن هذه المخططات لم تتطابق مع الواقع، مؤكداً أن الخرائط المزعومة لم تكن من ابتكار الأزواد، بل كانت سياسة فرّق تسد من الاستعمار.

في هذا السياق، أكد تقرير الصحيفة أن تصريحات لافروف تزيد من تعقيد الأزمة في حال اعتمادها مرجعاً سياسياً للكرملين، وتنزع عن روسيا شرعية الوساطة وإدارة الأزمة، خصوصاً أن ربطها للإثنيات بالحدود يضع سياساتها الدولية على المحك، إذ أن روسيا نفسها تضم تنوعاً قومياً وإثنياً كبيراً يمكن أن يُعرضها لمخاطر التفتيت إذا اتُبع منطق الوزير الروسي.



من جانبه، أوضح السياسي الجزائري المعارض محمد العربي زيتوت في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن الخلافات بين النظام الجزائري والروسية تتعلق بعدة نقاط: توقف موسكو عن تلبية طلبات السلاح والتكوين في الجزائر، تحول الجزائر لضمان إمدادات الغاز لأوروبا بعيداً عن موسكو بعد الحرب بين موسكو وكييف، إخلال مجموعة فاغنر التي قدمت إلى مالي بالتنسيق مع الجزائر بالشروط الأمنية عند الحدود، التوترات المرتبطة بحفتر، ودعم الروس للعسكر في مالي والنيجر وبوركينافاسو.

وشدد زيتوت على أن الخلاف الأهم والأكثر حساسية يتعلق بموقف روسيا في قضية الصحراء، حيث تشير الدلائل إلى ميل موسكو لتبني الطرح المغربي بشأن مصير الصحراء القائم على الحكم الذاتي على النمط البريطاني والصيني، وهو ما يمثل خطاً أحمر بالنسبة للنظام الجزائري. وأوضح زيتوت أن هذه الخلافات قد تصل إلى مرحلة اللاعودة، خصوصاً في ظل هذه المؤشرات، مؤكداً أن النظام الجزائري مستعد للنقاش حول كل القضايا إلا ملف الصحراء، الذي قال بأنه "مسألة حياة أو موت بالنسبة للنظام في الجزائر".

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)

خبر عاجل