سياسة دولية

مذيعة بريطانية تنتقد تعامل الإعلام مع قضية "شميما بيغوم" على خلفية دينها (شاهد)

ميشال حسين: لو لم تكن شميما بيغوم مسلمة لما تعامل معها الإعلام بتلك القسوة - جيتي
ميشال حسين: لو لم تكن شميما بيغوم مسلمة لما تعامل معها الإعلام بتلك القسوة - جيتي
انتقدت المذيعة السابقة في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ميشال حسين، الطريقة التي تناول بها الإعلام قضية "شميما بيغوم"، الفتاة البريطانية التي سافرت مع زميلاتها إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة (داعش)، مشيرة إلى أن تناول الإعلام لها كان مرتبطا بدينها الإسلامي، بحسب تقرير نشرته صحيفة “التايمز” استنادا إلى محاضرتها بجامعة أوكسفورد.

وقالت حسين، خلال محاضرتها التي حملت عنوان "الإمبراطورية، الهوية والبحث عن العقل" ضمن فعاليات "محاضرة رومينز 2025"، إن الطريقة التي عوملت بها بيغوم كانت ستختلف لولا كونها مسلمة. وتسائلت: "هل كان سينظر الإعلام إلى بيغوم بنفس الطريقة لو لم تكن مسلمة؟". وأضافت أن الإعلام تعامل مع بيغوم بتسرع، مستغلا عمرها الصغير وظروفها النفسية والاجتماعية.


وأشارت حسين إلى أن شبكة بي بي سي و"سكاي نيوز" فشلتا في القيام بواجب الرعاية تجاه بيغوم، التي فقدت جنسيتها البريطانية بعد سفرها إلى سوريا عام 2015 لدعم تنظيم الدولة. وأوضحت أن الإعلاميين أجروا مقابلة معها عام 2019، عندما كانت تبلغ 19 عاما، في مخيم بسوريا، ما أثار استياء واسعا بعد ادعائها عدم تأثرها بمشاهدة رأس مقاتل مقطوع، بينما تجاهل الإعلام حقيقة أنها كانت في حالة ضعف شديد وأنجبت بعد أيام من تلك المقابلة.

ولفتت حسين إلى أن المراسلين سجلوا المقابلة عندما كان ابن بيغوم يبلغ ثلاثة أيام فقط، مع سماع صراخ المولود بوضوح، وهو ما لم يلق اهتمام صناع القرار التحريري. وأضافت: "كنت سأواجه صعوبة في إجراء مقابلة بعد ولادة كل من أطفالي الثلاثة، حتى لو كانوا بصحة جيدة، فما بالك بمراهقة حديثة الولادة".

وأكدت حسين أن الإعلام فشل في فهم السياق الذي دفع بيغوم إلى التطرف في سن 16 عاما، معتبرة أنها كانت طفلة من الناحية القانونية، وأن الرجل الذي اصطحب الفتيات إلى سوريا كان يعمل مخبرا للاستخبارات الكندية، وهو أمر لم يتم التركيز عليه إعلاميا.

اظهار أخبار متعلقة


وحذرت حسين من أن الطريقة التي يصور بها المسلمون في وسائل الإعلام لم تواكب التحولات في الهويات الدينية الأخرى، مشيرة إلى أن الإعلام البريطاني تناول المسائل المتعلقة بالديانة الكاثوليكية والبروتستانتية في أيرلندا الشمالية من منظور قومي ووحدوي، بينما يختزل خطاب المسلمين في الإعلام إلى "السنة" و"الشيعة" أو "الصوت الإسلامي"، دون أي سياق أعمق عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية أو الفروق الداخلية. وأضافت: "قد يُقرأ عن مسلمين يشاركون في 'حرب مقدسة' دون أي تفسير لما يقوله الدين بشأن استخدام القوة".

وانتقلت حسين إلى الحديث عن تجربتها الشخصية في الإعلام، موضحة أن البداية كانت صعبة، وأن الحديث عن الدين أو العرق كان يبدو شخصيا للغاية، لكنها شعرت بمسؤولية المواطنة والامتياز المرتبط بمنصتها الإعلامية، معتبرة أن معظم المسلمين البريطانيين يفتقرون إلى تمثيل كاف في وظائف مثل وظيفتها، وفي سوق العمل بشكل عام.

يُذكر أن حسين تركت بي بي سي مؤخرا لتصبح محررة مستقلة في برنامج "بلومبيرغ ويك إند"، كما أطلقت بودكاست أسبوعي بعنوان "برنامج ميشال حسين"، حيث من المقرر أن يبث قريبا مقابلة مع مارك كارني، رئيس الوزراء الكندي.
التعليقات (0)

خبر عاجل