سياسة دولية

بن غفير يهدد بالانسحاب من الحكومة إذا لم تُفكك حماس.. ماذا قال لويتكوف وكوشنر؟

تهديدات بن غفير تكشف عمق الانقسام داخل حكومة نتنياهو حول مستقبل الحرب في غزة- جيتي
تهديدات بن غفير تكشف عمق الانقسام داخل حكومة نتنياهو حول مستقبل الحرب في غزة- جيتي
هدد وزير الأمن القومي المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بالانسحاب من الائتلاف الحكومي الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في حال لم يتم "تفكيك حكم حركة حماس" في قطاع غزة، مؤكداً أن حزبه "عوتسما يهوديت" (القوة اليهودية) لن يدعم أي صفقة تتضمن الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن بن غفير عارض خلال جلسة الحكومة التي حضرها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ومستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في إطار اتفاق التبادل، قائلاً: "لا سلام مع حماس، فهي تريد قتلنا".

وفي منشور على منصة إكس، عبر الوزير الإسرائيلي المتطرف عن "سعادته" بالإفراج المرتقب عن المحتجزين الإسرائيليين، لكنه أضاف أن "الثمن باهظ لا يُحتمل"، في إشارة إلى إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، بينهم نحو 250 أسيراً محكوماً بتهمة تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وفق تعبيره.

وقال بن غفير:"هؤلاء إرهابيون أثبتت التجربة أنهم يعودون إلى ممارسة الإرهاب وقتل اليهود. لذلك، لن نصوت في الحكومة لصالح صفقة تُفرج عن هؤلاء القتلة، وسنعارضها بشكل قاطع."

اظهار أخبار متعلقة


تهديد بالانسحاب من الحكومة
وأكد بن غفير أنه أبلغ نتنياهو خلال الأيام الأخيرة أنه "لن يكون جزءاً من حكومة تسمح باستمرار حكم حماس في غزة"، معتبراً ذلك "خطاً أحمر واضحاً"، وأضاف: "تعهد لي رئيس الوزراء بأن تفكيك حكم حماس سيكون هدفاً أساسياً للحرب. قلت له وأقول للإسرائيليين: لن أشارك في أي حالة من الخداع. إذا لم يتم تفكيك حكم حماس فعلياً، فإن حزب عوتسما يهوديت سيحلّ الحكومة."

وقبل انعقاد جلسة الحكومة، التقى نتنياهو في مكتبه بالمبعوث الأمريكي ويتكوف ومستشار البيت الأبيض كوشنر، بحضور وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش. وبعد اللقاء، انضم الوفد الأمريكي إلى جلسة الحكومة التي ناقشت اتفاق غزة.

ونقلت القناة 13 الإسرائيلية أن ويتكوف وكوشنر سيشاركان الجمعة في اجتماع آخر مع نتنياهو وقيادات الأجهزة الأمنية لبحث خيارات الحكم في غزة بعد الحرب.
 
"هل تتصالح مع هتلر؟"
وفي سياق اخر كشف مصدر إسرائيلي عن محتوى محادثة جرت بين بن غفير، ويتكوف٬ وكوشنر، خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية لمناقشة صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.

وفي الحوار الذي جرى بين بن غفير والمبعوثين الأمريكيين، قدم الوزير الإسرائيلي نفسه قائلاً: "لطيف جدًا، اسمي إيتامار بن غفير". ورد ويتكوف: "نحن نعرف بعضنا البعض".

ثم دخل بن غفير في صلب الموضوع معارضاً أي صفقة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، قائلاً:
"أنا هنا بجانب قائمة الإرهابيين المُفرج عنهم، وقاتلي الأطفال، والمغتصبين. أيها الرجال الشرفاء، لن تُفرجوا عنهم أبدًا في الولايات المتحدة. أُقدّر جهودكم الجبارة ومساعدتكم لإسرائيل، ولكن لنكن واقعيين — أنتم لن تدعموا مثل هذه الصفقة. علاوة على ذلك، تحدثتم عن الاتفاقيات الاقتصادية وإحلال السلام. لا يمكن إحلال السلام مع حماس، إنهم يريدون قتلنا". وفق زعمه.

حاول المبعوث الأمريكي تخفيف التوتر بسرد تجربة شخصية، قائلاً: "كان لديّ طفل توفي بجرعة زائدة، وأردت قتل عائلة الشخص الذي أعطاه الجرعة. لكن عندما وصلت إلى المحكمة، رأيت والديه يشعران بالخجل الشديد ويطلبان العفو، فسامحتهما".

اظهار أخبار متعلقة


ورد بن غفير على ذلك مؤكداً موقفه الصارم: "سيد ويتكوف، لكن هذا هو الفرق: من قتلونا في السابع من أكتوبر لا يطلبون المغفرة. عائلاتهم فخورة بذلك. يريدون قتل اليهود.".

وفي لحظة وصفها مراقبون بالمثيرة للجدل، استعان بن غفير بمقارنة قوية لتأكيد موقفه: "هل تتصالح مع هتلر؟ حماس هي هتلر. يريدون قتلنا".

وتدخل كوشنر قائلاً: "لكن حماس معزولة ومحبطة في جميع أنحاء العالم". فيما أصر بن غفير على أن أي اتفاق مع الحركة لن يكون ممكناً ما لم يُفكك حكمها بالكامل.

اتفاق وقف إطلاق النار
في وقت لاحق، أعلنت حكومة الاحتلال أن وقف إطلاق النار في غزة سيبدأ خلال 24 ساعة من موافقة مجلس الوزراء على الاتفاق مساء الخميس الماضي. وأكدت المتحدثة باسم الحكومة أن "الهدنة ستدخل حيز التنفيذ خلال يوم واحد من اجتماع الحكومة".

وجاء الإعلان بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الخميس الماضي، توصل الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس إلى اتفاق حول المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، عقب أربعة أيام من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في مدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وفود من مصر وقطر وتركيا، وتحت إشراف الولايات المتحدة.
التعليقات (0)