في تصعيد جديد لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، أفادت قناة "الإخبارية السورية" الرسمية، السبت، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ عملية
توغل في محافظة
درعا جنوبي البلاد، واعتقل خلالها أربعة شبان من قرية جملة بريف درعا الغربي.
وذكرت القناة، عبر حسابها على منصة "إكس"، أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أربعة شبان من قرية جملة خلال عملية توغل فجر السبت"، دون صدور أي تعليق رسمي من دمشق حتى الآن بشأن الحادثة، التي تأتي في سياق سلسلة طويلة من الخروقات الإسرائيلية للسيادة السورية، رغم الأحاديث الأخيرة عن مفاوضات تهدئة بين الجانبين.
توغلات متكررة في الجنوب السوري
تأتي الحادثة الجديدة بعد يوم واحد فقط من عملية توغل مماثلة نفذتها قوات الاحتلال في بلدة عين زوان بريف
القنيطرة الجنوبي، وفق ما أفاد به مراسل وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وأوضح المراسل أن القوات الإسرائيلية تقدمت في الحارة الغربية للبلدة باتجاه تل أحمر المحاذي من الجهة الجنوبية، وطاردت شابين وأطلقت النار لإجبارهما على التوقف، غير أنهما تمكنا من الفرار.
وتعد هذه التوغلات انتهاكاً واضحاً لاتفاق فض الاشتباك الموقع بين
سوريا والاحتلال الإسرائيلي عام 1974، والذي يشرف على تطبيقه مجلس الأمن الدولي من خلال قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (يوندوف).
ويحظر الاتفاق أي نشاط عسكري في المنطقة الممتدة بطول 70 كيلومتراً بين خطي "ألفا" (جانب الاحتلال) و"برافو" (الجانب السوري)، إلا أن الاحتلال يواصل خرقه بشكل متكرر عبر عمليات توغل بري وإنشاء نقاط مراقبة مؤقتة داخل الأراضي السورية.
وأكدت الحكومة السورية، في بيان سابق، أن "هذه الممارسات تمثل تهديداً مباشراً لأراضيها ومواطنيها، وتعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، داعية المجتمع الدولي إلى "اتخاذ موقف حازم لوقف هذه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة".
اظهار أخبار متعلقة
سجل متصاعد من الخروقات
وخلال الأسابيع الماضية، نفذ جيش الاحتلال سلسلة من العمليات المشابهة في الجنوب السوري، أبرزها:
28 أيلول/سبتمبر: توغل قوة إسرائيلية مكونة من 16 آلية عسكرية باتجاه بلدة صيدا الجولان، وقيامها بمداهمة منازل مدنيين قبل الانسحاب.
24 أيلول/سبتمبر: مداهمات جديدة في صيدا الجولان دون تسجيل اعتقالات.
18 أيلول/سبتمبر: توغل في تل الأحمر الشرقي بريف القنيطرة، تخلله أعمال حفر ورفع سواتر ترابية.
17 أيلول/سبتمبر: عملية واسعة شاركت فيها أكثر من 15 آلية عسكرية في بلدات جباثا الخشب وأوفانيا وخان أرنبة، أسفرت عن اعتقال أربعة شبان قبل انسحاب القوات.
كما شهد 27 آب/أغسطس الماضي تنفيذ إنزال جوي إسرائيلي بأربع مروحيات قرب مدينة الكسوة بريف دمشق الجنوبي، دون اشتباك مع القوات السورية المتواجدة في المنطقة.
ومنذ سقوط نظام الأسد ينتهك الاحتلال الإسرائيلي سيادة سوريا عبر القصف وتوسيع رقعة احتلالها لأراضيها، رغم أن الإدارة الجديدة لم تبد أي توجه عدواني إزاءها.