نشر موقع ساينس أليرت
تقريرا كشف فيه أنّ: "عمليات تطويل الأطراف، التي كانت في الأصل مخصصة لعلاج التشوهات العظمية والكسور غير الملتئمة، أصبحت تتخذ بعدا تجميليا متزايدا، رغم ما تحمله من مخاطر صحية ونفسية جسيمة".
وأوضح أنّ: "العملية، التي تقوم على كسر العظام وفصلها ميليمترا بعد الآخر لإنتاج عظم جديد، قد تمنح من خمسة إلى ثمانية سنتيمترات إضافية في الطول، لكنها ترافقها آلام مزمنة، تيبس في المفاصل، وتأخر في شفاء العظام".
وطرح الموقع تساؤلا: "هل توافق طوعاً على كسر ساقيك وفصل العظام ميليمتراً بميليمتراً، ثم قضاء أشهر في التعافي، فقط من أجل بضع سنتيمترات إضافية؟"، مبرزا أنّ: "جراحة كهذه بعيدة عن البساطة، إذ تدفع العظام والعضلات والأعصاب والأوعية الدموية ثمناً باهظاً غالباً ما يفوق الفوائد".
وبين "ساينس أليرت" أنّ: "هذه التقنية ليست جديدة، فقد ابتكرها الجراح السوفيتي غافرييل إليزاروف في خمسينيات القرن الماضي لعلاج التشوهات، وأصبحت أساسا في جراحة العظام الترميمية، لكن في السنوات الأخيرة، ارتفعت شعبية استخدامها لأغراض
تجميلية، مع ارتفاع الطلب في الولايات المتحدة وأوروبا والهند وكوريا الجنوبية، بتكاليف تصل لعشرات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية".
وتقوم العملية على قطع العظم، عادة الفخذ أو الظنبوب، مع الحفاظ على إمداد الدم والغشاء العظمي، ثم تثبيته بجهاز خارجي أو قضبان تلسكوبية داخلية قابلة للتمديد المغناطيسي من خارج الجسم. وبعد فترة تعافٍ قصيرة، يبدأ فصل العظم تدريجياً بمعدل ميليمتر يومياً، ما يحفّز الجسم على تكوين عظم جديد، وفي الوقت نفسه، تتمدد العضلات والأوتار والأعصاب والجلد للتكيف مع التغيير.
وأضاف التقرير أنّ: "بعض المرضى يخضعون لإجراءات مزدوجة على الفخذ والظنبوب، لزيادة الطول حتى 12–15 سنتيمترا، إلا أن معدلات المضاعفات ترتفع بشدة مع كل سنتيمتر إضافي، وتشمل تهيج الأعصاب، تيبس المفاصل، التهابات، تأخر التئام العظام، وألماً مزمناً يحتاج في كثير من الأحيان إلى مسكنات قوية".
وأشار الموقع إلى أن العملية مرهقة نفسياً بقدر ما هي جسدية؛ مردفا: "التعافي قد يستغرق عاماً أو أكثر، ويستلزم علاجاً طبيعياً قاسياً للحفاظ على الحركة، كثير من المرضى يبلغون عن اكتئاب أو شعور بالندم، خصوصاً إذا لم تحقق الزيادة البسيطة في الطول التحسن المتوقع في الثقة بالنفس، كما أن الأعصاب محدودة القدرة على التمدد، ما يعرض المرضى لوخز وتنميل وألم حارق قد يصبح دائماً في الحالات الشديدة، فيما يظل خطر تيبس المفاصل والتهابها قائماً نتيجة تثبيتها لأشهر طويلة".
اظهار أخبار متعلقة
إلى ذلك، أوضح التقرير أنّ: "هذا الاتجاه يعكس تحوّلاً ثقافياً أوسع نحو قبول جراحات تجميلية غازية بلا دوافع طبية ملحّة. فمن الناحية النظرية، يمكن لأي شخص أن يصبح أطول ببضعة سنتيمترات، لكن عملياً يعني ذلك أشهرا من العظام المكسورة والأنسجة المرهقة والعلاج الطويل وخطر المضاعفات المستمرة".
واختتم ساينس أليرت بالقول إنّ: "فوائد الجراحة قد تكون مغيرة للحياة بالنسبة لمن لديهم مشاكل طبية جدية، لكنها تظل موضع تساؤل عندما يتعلق الأمر بمجرد رغبة تجميلية: هل يستحق الأمر كل هذه المخاطر والألم وعدم اليقين؟".