نشرت صحيفة "
وول ستريت جورنال" تقريرًا
تناولت فيه التحديات التي تواجه البنتاغون في اعتماد أنظمة أسلحة تعتمد على الذكاء
الاصطناعي، رغم التقدم التقني الكبير. وتتمثل أبرز العقبات في المخاوف المتعلقة
بالسلامة، والأخلاقيات، وضرورة الحفاظ على الرقابة البشرية في اتخاذ القرارات
القتالية، مما يؤدي إلى تأخيرات في دمج هذه التقنيات ضمن المنظومة العسكرية.
وأفادت الصحيفة، في تقرير ترجمته "
عربي21"، أن خطة البنتاغون لنشر آلاف الطائرات المسيّرة المتطورة استعدادًا لصراع
محتمل مع الصين لم تحقق أهدافها، وأن
الجيش الأمريكي واجه صعوبات في استخدام بعض
هذه الأنظمة ميدانيًا، وفقًا لمصادر مطلعة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا المشروع، الذي أُطلق قبل
عامين بهدف تسريع شراء أسلحة مستقلة منخفضة التكلفة لمواجهة تنامي القدرات
العسكرية الصينية، يجري نقله حاليًا إلى وحدة جديدة بسبب بطء التقدم.
وقالت الصحيفة إن قيادة البنتاغون نقلت البرنامج إلى
وحدة جديدة تُعرف باسم "مجموعة الحرب المستقلة الدفاعية"، التابعة
لقيادة العمليات الخاصة، بهدف تسريع التنفيذ والتركيز على الأنظمة الأنسب.
وذكرت الصحيفة أن المشاركين في البرنامج قدموا
تفسيرات متباينة للتأخيرات، إذ ألقى البعض باللوم على الأجهزة العسكرية التي ضغطت
لشراء أنظمة غير جاهزة، بينما اعتبر آخرون أن هذه النكسات طبيعية في أي محاولة
لتسريع التكنولوجيا.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف من "ريبليكيتور"،
وهو اسم المشروع، هو الاستعداد لصراع محتمل مع الصين في المحيط الهادئ، خاصة مع
توسّع ترسانة بكين من السفن والطائرات والأسلحة المتقدمة، وسط تقديرات أميركية بأن
الصين قد تسعى للسيطرة على تايوان بحلول عام 2027.
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت الصحيفة أن أي صراع حول تايوان سيطرح تحديات
تكنولوجية ولوجستية، تتطلب من الطائرات المسيّرة والسفن العمل بشكل مستقل لمسافات
طويلة، حتى في حال تعطّل الاتصالات أو نظام جي بي إس. ويرى مسؤولو الدفاع أن هذه
الأنظمة ستمنح الولايات المتحدة قدرة على توسيع ساحة المعركة ومهاجمة الأهداف دون
خسائر بشرية أو مادية كبيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أمام وحدة مجموعة الحرب
المستقلة أقل من عامين لتقديم الأنظمة المطلوبة، في ظل شعور متزايد بالحاجة إلى
الاستعداد العسكري في المحيط الهادئ.
وقالت الصحيفة إن البرنامج يخضع الآن لإشراف الفريق
فرانك دونوفان، نائب قائد العمليات الخاصة، الذي حضر تمرينًا في كاليفورنيا في
أغسطس/آب الماضي، كان من المفترض أن يستعرض تقنيات "ريبليكيتور"، لكنه
كشف أيضًا عن عدم جاهزية بعض الأنظمة.
وخلال التمرين، تعطلت دفة قارب غير مأهول من شركة
"بلاك سي"، وتأخر إطلاق طائرة مسيّرة من شركة "أندوريل" بسبب
مشاكل تقنية، كما أخفقت البرمجيات في تحديد الأهداف بدقة.
ونقلت الصحيفة عن بالمر لاكي، مؤسس
"أندوريل"، قوله إن البرنامج حقق نتائج جيدة، رغم إمكانية تحسينه وتوضيح
أهدافه بشكل أكبر.
ولم ترد وحدة الابتكار الدفاعي، التي أدارت البرنامج
حتى أغسطس/آب، على طلبات التعليق، فيما اعتبر بعض المشاركين أن المخاطرة جزء أساسي
من الابتكار العسكري.
وفي الشهر الماضي، استقال مدير الوحدة، دوج بيك، وسط
تحديات بيروقراطية مشابهة لتلك التي تواجه وزارة الدفاع. وأفادت الصحيفة بأن
ضباطًا يفتقرون للخبرة التقنية كانوا يملكون نفوذًا في اختيار الأنظمة، ما أدى إلى
شراء منصات غير مكتملة أو مجرد مفاهيم أولية.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضحت الصحيفة أن من بين الأخطاء شراء مئات من
قوارب "المنصة البحرية غير المأهولة ذات الاتصال عالي النطاق" غير
المأهولة، رغم أنها غير مصممة للمهام المعقدة في المحيط الهادئ، وقد ضغط ضباط
البحرية للحصول عليها دون إدراك لقيودها. كما أدى تغيير البرمجيات المتكرر إلى
زيادة التكاليف وتعطيل التنفيذ.
وأضافت الصحيفة أن إحدى أكبر عمليات الشراء كانت
الطائرة المسيّرة "سويتش بليد 600"، التي واجهت مشاكل في أوكرانيا، خاصة
في ظروف التشويش الإلكتروني. ورغم تحسينات أجرتها الشركة المصنعة
"إيروفيرونمنت"، رفض الجيش شراء النماذج الأحدث لتجنّب التأخير.
وتبلغ تكلفة "سويتش بليد" نحو 100 ألف
دولار، وهو مبلغ يفوق بكثير الطائرات المسيّرة الصغيرة المستخدمة في أوكرانيا، لكن
الشركة تقول إن قدراتها تبرر السعر، إذ يمكنها تدمير أنظمة دفاع جوي وصواريخ.
وتابعت الصحيفة أن دمج التكنولوجيا لا يزال يمثل
تحديًا، إذ أظهر تمرين "مشروع كاهونا" العام الماضي صعوبة تنسيق
الطائرات المسيّرة من شركات مختلفة باستخدام برمجيات موحّدة.
ورغم هذه العقبات، يرى المشاركون أن
"ريبليكيتور" حقق إنجازات مهمة خلال عامين، وساهم في تسريع تطوير
الأنظمة المستقلة، واختصر سنوات من الإجراءات التقليدية. ويُستخدم هذا النهج الآن
في مشاريع أخرى داخل البنتاغون.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى تصريحات أديتي
كومار، النائبة السابقة لمدير وحدة الابتكار، حيث قالت إن الهدف كان سد الثغرات
وخلق سوق أكثر تنافسية، معتبرة أن نقل البرنامج إلى قيادة العمليات الخاصة خطوة
طبيعية في هذه المرحلة.