كشفت
القناة 14 الإسرائيلية، يوم الجمعة الماضي، عن تقرير لموقع "واشنطن فري بيكون" الأمريكي، يفيد بأن قلقاً يسود الأوساط السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة، بعدما تبين أن روبوتات المحادثة الرائدة في مجال
الذكاء الاصطناعي، مثل "
شات جي بي تي" و"غوغل
جيميناي" و"غروك" على منصة إكس، تصنّف قناة "
الجزيرة" كأحد أبرز مصادرها وأكثرها موثوقية في تغطية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ووفقاً للتحليل، فإن منصات الذكاء الاصطناعي الكبرى تشيد بالجزيرة باعتبارها مصدراً يتميز بـ"المصداقية الأكاديمية"، و"التفاصيل الميدانية"، و"الحضور العالمي"، الأمر الذي أثار جدلاً في
الكونغرس الأمريكي حول مدى قدرة هذه المنصات على تقديم رواية "موضوعية" للحرب في غزة.
"الجزيرة" في صدارة المصادر
أفاد "شات جي بي تي"، أكثر روبوتات الذكاء الاصطناعي استخداماً في العالم، أنه خلال الشهر الماضي استشهد بتقارير الجزيرة أكثر من أي وسيلة إعلامية أخرى تقريباً، بما في ذلك "نيويورك تايمز" ووكالة "أسوشييتد برس". وأوضح أنه يعتمد أيضاً على رويترز وصحيفة "هآرتس"، لكنه وضع الجزيرة ورويترز في صدارة قائمة مصادره "شديدة التكرار".
أما "غوغل جيميناي"، فقد أدرج الجزيرة في قائمة مصادره الأكثر موثوقية بشأن قضايا الشرق الأوسط، إلى جانب منصات تنتقد السياسات الإسرائيلية صراحة مثل مجلة +972 وموقع "موندويس" ومنظمة "بتسيلم" الحقوقية. وأكد "جيميناي" أنه يتجنب المصادر الإخبارية المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر، باعتبارها "دعائية" وليست صحافة مهنية.
في السياق نفسه، قالت منصة "بيربليكسيتي" – التي يقدر عدد مستخدميها بـ22 مليوناً – إن اعتمادها على الجزيرة يعود إلى تغطيتها الواسعة، ومعاييرها التحريرية الراسخة، وقدرتها على إبراز القصص التي لا تجد مساحة كافية في وسائل الإعلام الغربية.
أما "غروك" التابع لمنصة "إكس"، فدافع عن اعتماده على الجزيرة، مشدداً على أنها "تلتزم بالمعايير الصحفية، وتوظف صحفيين محترفين، وتقدّم تفاصيل قابلة للتحقق بشأن الضحايا والتأثيرات الإنسانية"، مؤكداً أن هذه المعطيات غالباً ما يتم التحقق منها عبر الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى.
اظهار أخبار متعلقة
دعم أكاديمي واتهامات إسرائيلية
أوضح "شات جي بي تي" أن جزءاً من اعتماده على الجزيرة يعود إلى كون جامعات بارزة مثل "هارفارد" و"معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)" تدرجها ضمن قوائم الموارد الموثوقة لدراسة النزاعات، بما في ذلك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
لكن في المقابل، اعتبرت القناة 14 الإسرائيلية أن هذا الاعتماد الواسع على الجزيرة "أمر مثير للقلق"، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي يتهم القناة القطرية بـ"التحيز" وتبرر استهدافها لصحافييها في غزة بزعم انتمائهم لفصائل فلسطينية مسلحة، وهو ما تنفيه القناة بشدة.
بحسب التقرير، فإن اعتماد روبوتات الذكاء الاصطناعي على الجزيرة قد يكون وراء النتائج التي توصلت إليها عند الإجابة عن أسئلة متعلقة بجرائم الحرب في غزة. إذ خلص "شات جي بي تي" إلى أن "الأدلة قوية وتزداد مع مرور الوقت" بشأن احتمال ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جريمة "إبادة جماعية"، مضيفاً: "هناك سبب جاد للاعتقاد بأن إبادة جماعية قد تكون جارية في غزة، لكن لم يصدر بعد حكم قضائي ملزم".
كما أشار الروبوت إلى أن الاحتلال تسبب في "مجاعة" داخل القطاع، مستنداً إلى تقارير أممية وحقوقية متكررة.
ويرى معهد "واشنطن فري بيكون" أن لجوء شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى إلى الجزيرة كمصدر رئيسي للمعلومات، يثير "تساؤلات جوهرية" حول مدى حيادية هذه المنصات، في وقت تتحول فيه تقارير الذكاء الاصطناعي تدريجياً إلى مصدر أساسي للأخبار لدى ملايين المستخدمين حول العالم.