صحافة إسرائيلية

بعد ضغوط أمريكية.. توقعات بموافقة "إسرائيل" على اتفاقية الغاز مع مصر

أشارت "يديعوت" إلى أن وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت ألغى زيارته لـ"إسرائيل" بسبب رفض كوهين إقرار الصفقة مع مصر – جيتي
أشارت "يديعوت" إلى أن وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت ألغى زيارته لـ"إسرائيل" بسبب رفض كوهين إقرار الصفقة مع مصر – جيتي
شارك الخبر
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن الأيام المقبلة تحمل قرارات وصفتها بالـ"مصيرية" لمستقبل قطاع الطاقة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث كشفت  أن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي كان قد رفض في الأسابيع الأخيرة الموافقة على صفقة تصدير الغاز إلى مصر، من المتوقع أن يعلن قريبًا عن إقرارها، وذلك قبيل مناقشة حكومة نتنياهو لمشروع قانون الميزانية لعام 2026 والتصويت عليه.

وأضافت الصحيفة أن الحكومة ستناقش الخميس، مقترح وزارة المالية لتقييد تصدير الغاز الطبيعي من إسرائيل، في إطار سعيها إلى الحفاظ على الأمن الطاقي المحلي، إذ يُنتج نحو 70 بالمئة، من الكهرباء في البلاد من الغاز، كما لفتت إلى أن هذه المناقشات تأتي بالتوازي مع توقعات بإعلان كوهين موافقته على صفقة الغاز مع مصر، والتي تُقدّر قيمتها بنحو 35 مليار دولار، وتلزم إسرائيل بتصدير كميات محددة من الغاز حتى عام 2040.

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن لجنة الغاز برئاسة يوسي دايان، مدير عام وزارة الطاقة، بصدد إصدار توصياتها بشأن كمية الغاز التي سيصدرها الاحتلال مقارنة بتلك المخصصة للاستخدام المحلي، وتابعت أن هذه القضية تضع الحكومة أمام معضلة استراتيجية، وهي "هل تحتفظ إسرائيل بالغاز لضمان أسعار كهرباء منخفضة وأمن طاقي مستقبلي، أم تستخدمه كأداة سياسية واقتصادية لتعزيز علاقاتها مع دول الجوار مثل مصر والأردن؟".

اظهار أخبار متعلقة


وأوضحت الصحيفة العبرية أن تصدير الغاز إلى مصر والأردن يحمل أهمية جيوسياسية كبيرة، ويدرّ على الخزينة إيرادات ضخمة من الضرائب والرسوم، لكن كل وحدة غاز تُصدّر تعني وحدة لا تُستخدم داخليًا، ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الكهرباء على الـ"إسرائيليين". ومن هذا المنطلق، تقرر عقد لجنة وزارية كل خمس سنوات لتحديد سياسة الغاز للأعوام القادمة.

وأضافت أن اللجنة نشرت في وقت سابق مسودة توصيات أثارت جدلًا واسعًا داخل الحكومة، حتى إن وزارة المالية ووزارة حماية البيئة – العضوين في اللجنة – أصدرا ردًا علنيًا يطالب بزيادة كمية الغاز المخصصة للاستهلاك المحلي، وتعزيز المنافسة بين منتجي الغاز، وزيادة الشفافية في منح تصاريح التصدير. وبعد جولة استماع للجمهور وأصحاب المصلحة، لم تصدر اللجنة بعد قرارها النهائي.

وأشارت "يديعوت" إلى أن التقارير كشفت سابقًا أن وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت ألغى زيارته المقررة لإسرائيل بسبب رفض كوهين إقرار الصفقة مع مصر، ما لم تُضمن مصالح إسرائيل، خصوصًا فيما يتعلق بأسعار الغاز المقدمة للسوق المحلي. وشدد كوهين على ضرورة بقاء أسعار الغاز في السوق الإسرائيلية "جذابة".

وأفادت الصحيفة بأن كوهين، بعد ضغوط شديدة من الإدارة الأمريكية التي تدعم بقوة شركات النفط والغاز، يعتزم الآن الموافقة على الصفقة، آملًا أن يُسجّل اسمه كمن حقق اختراقًا سياسيًا وأمنيًا كبيرًا، عبر جعل مصر معتمدة على إسرائيل في مجال الطاقة، شرط أن تحفظ إسرائيل مصالحها الاقتصادية والدفاعية.

ونقلت الصحيفة عن لينور دويتش، المديرة التنفيذية لـ "لوبي 99"، قولها: "لا نعارض تصدير الغاز من حيث المبدأ، لكن السؤال هو: كم؟"، موضحة أن احتياطيات الغاز في إسرائيل، وخصوصًا في حقول "لوויتان" و"تامار"، تكفي لتغطية الطلب المحلي لـ 15–25 سنة وفق أفضل التقديرات الجيولوجية، مضيفة أن كبار الخبراء، وعلى رأسهم يوسي لانغتسكي، مؤسس اكتشافات الغاز في إسرائيل، يؤكدون أنه لا توجد اكتشافات قادمة ذات حجم كبير.

اظهار أخبار متعلقة


وحذّرت دويتش من مغبّة اتخاذ قرار خاطئ، قائلة: "عندما ينفد الغاز، سنضطر للاستيراد من دول مثل قطر وإيران وروسيا. هل نرغب حقا بالاعتماد عليهم؟ وماذا لو قررت هذه الدول، في ظل نزاعات مستقبلية، وقف الإمدادات عنا؟ حينها سنضطر لدفع أي سعر يُطلب منا. تكلفة الخطأ في التصدير الزائد باهظة جدًا، وتشكل خطرًا وجوديًا على أمننا الطاقي".

وأشارت الصحيفة إلى أن كوهين سيُعلن عن إقرار الصفقة مع مصر على الأرجح لحظة قبل التصويت على قانون الميزانية، فيما يتوقع في السوق أن يُرافق هذا الإعلان التزام أصحاب الحقول ببيع الغاز لشركة الكهرباء بأسعار منخفضة ومتفق عليها مسبقًا.

وأضافت "يديعوت أحرونوت" أن اقتراح وزارة المالية في ميزانية 2026 يتضمن تقييد تصدير الغاز عبر عدة آليات، منها: الاحتفاظ بنسبة 15بالمئة من الطلب المحلي في باطن الأرض، وإلزام الشركاء في الحقول ببيع حصصهم بشكل منفصل لتعزيز المنافسة، ومنع التصدير عند ارتفاع أسعار الغاز في السوق العالمي، لكن هذا المقترح لا يزال موضع خلاف، إذ يهدد إيرادات الدولة السنوية من صندوق الثروة الذي يمول بمئات ملايين الدولارات من ضرائب الغاز، ويواجه معارضة شديدة من شركات الطاقة، ولا يزال مصيره معلقًا بدعم الحكومة.

وفي وقت سابق، قالت القناة الـ12 العبرية، إن صفقة بيع الغاز الطبيعي من حقل "لوثيان" إلى مصر، البالغة قيمتها 35 مليار دولار، مهددة بالانهيار، وأوضحت القناة أن الصفقة معلقة حتى الآن بسبب تأخير في موافقة حكومة نتنياهو، ما فتح الباب أمام قطر لمحاولة الدخول على الخط، بحسب تقرير القناة.

وزعمت القناة العبرية، أن الدوحة تستغل الفرصة الناتجة عن هذا التأجيل لتقديم عرض إلى القاهرة لتزويدها بكميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال (LNG)، في محاولة لتعزيز نفوذها في السوق المصرية، التي تعدّ واحدة من أكبر مستوردي الغاز في المنطقة، كما أشارت القناة إلى أن مصادر مصرية وإسرائيلية رفيعة المستوى أكدت لصحيفة "غلوبس" الاقتصادية أن الطرفين "منزعجان" من استمرار التأجيل.
التعليقات (0)