استقبلت
بريطانيا أول مجموعة من أطفال
غزة المصابين جراء الحرب
الإسرائيلية، لتلقي علاج طبي متخصّص ومنقذ للحياة ضمن خدمات هيئة الصحة الوطنية (NHS)،
في خطوة وُصفت بأنها تحمل بعدًا إنسانيًا في مواجهة الكارثة المستمرة في القطاع.
وأبلغت وزيرة الخارجية البريطانية، يفيت كوبر، نواب حزب العمال مساء
الاثنين، أن الأطفال وذويهم وصلوا بالفعل إلى الأراضي البريطانية، حيث تم منحهم حق
الحصول على الرعاية الصحية الكاملة، إضافة إلى توفير مساكن وخدمات دعم شاملة لهم
لفترة أولية تمتد لعامين.
العملية، التي تنسّقها وزارات الخارجية والداخلية والصحة البريطانية،
تهدف إلى علاج ما بين 30 و50 طفلًا فلسطينيًا، بينهم حالتان حرجتان وصلتا إلى
اسكتلندا مع أسرتهما، وفق ما أعلنته الحكومة المحلية في إدنبرة.
وقال وزير الصحة الاسكتلندي نيل غراي إن بلاده التزمت باستقبال وعلاج
ما يصل إلى 20 طفلًا فلسطينيًا خلال الأسابيع المقبلة، مضيفًا أن هذه الخطوة “ليست
سوى إسهام صغير في استعادة شيء من الإنسانية وسط الوضع الكارثي في غزة نتيجة
لجرائم الحكومة الإسرائيلية”. وأكد أن السلطات الصحية والمحلية تعمل لتأمين مساكن
ملائمة للأسر وتقديم الدعم الضروري لهم.
من جهتها، أشارت كوبر إلى أن نقل الأطفال تطلّب “جهودًا دبلوماسية
معقدة” لإخراجهم من غزة، مؤكدة أن لندن ستواصل العمل لمساعدة
الجرحى وكذلك تسهيل
دخول الطلبة الفلسطينيين المقبولين في الجامعات البريطانية مع بداية العام الدراسي.
وتأتي هذه الخطوة في وقت أعلنت فيه منظمات إنسانية عن تفاقم الأزمة
الصحية والمعيشية في غزة، حيث حذرت تقارير أممية أواخر أغسطس من مجاعة تضرب
القطاع، فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بوفاة 142 شخصًا بسبب الجوع وسوء
التغذية.
وبحسب تقديرات منظمة “اليونيسف”، فإن أكثر من 50 ألف طفل فلسطيني
قُتلوا أو أُصيبوا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية عقب هجوم “حماس” في 7
أكتوبر/تشرين الأول 2023.
يُذكر أن مبادرات إنسانية خاصة، بينها مشروع "بيور هوب"
الذي يقوده أطباء بريطانيون، ساهمت أيضًا في نقل عدد من الأطفال الفلسطينيين إلى
المملكة المتحدة خلال الأشهر الماضية لتلقي العلاج.
اظهار أخبار متعلقة