ملفات وتقارير

مجموعة من "فلول الأسد" تنشط في واشنطن ..ما حظوظ نجاح مخطط التقسيم؟

المجموعة السورية التي تنشط في أمريكا كانت تدعم سابقا رفع العقوبات عن النظام البائد- سانا
المجموعة السورية التي تنشط في أمريكا كانت تدعم سابقا رفع العقوبات عن النظام البائد- سانا
كشف رئيس المجلس السوري- الأمريكي فاروق بلال في حديث خاص لـ"عربي21" عن وجود تحركات في العاصمة الأمريكية واشنطن تقودها مجموعة سورية تتبع للنظام البائد (فلول النظام)، بهدف تشكيل دويلات "عرقية" في سوريا.

وأوضح بلال، أن المجموعة المكونة من شخصيات سورية كانت تؤيد الرئيس المخلوع بشار الأسد، بادرت قبل أيام إلى عقد جلسة بدعم من أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي، لدعم إقامة دويلة تحت رعاية دولة مجاورة (في إشارة إلى الاحتلال).

وتابع رئيس المجلس السوري الأمريكي، بأن المجموعة السورية كانت تدعم سابقاً رفع العقوبات عن النظام البائد قبل سقوطه، وقال: "بعد تضرر المجموعة من سقوط النظام، هي الآن تدفع نحو تقسيم سوريا، تحت ذريعة حماية الأقليات".

وبحسب بلال، فإن المجموعة ذاتها، لم تكن ترفع صوتها عندما كان النظام يرتكب الجرائم ضد السوريين، من حصار للمناطق الخارجة عن سيطرته، إلى اعتقال السوريين وقتلهم في المسالخ البشرية (السجون).

اظهار أخبار متعلقة


ما حظوظ تقسيم سوريا؟
وعن حظوظ هذه التحركات، يؤكد بلال أنها تبدو معدومة، مفسراً ذلك بـ"المزاج السياسي الأمريكي داخل الإدارة والكونغرس، الذي لا يؤيد تفكيك سوريا، حتى إلى نظام فيدرالي سياسي".

وقال: "دائماً نسمع الأصوات الأمريكية التي تتحدث عن فشل هذه التجربة في العراق، حيث قاد إنشاء فيدراليات هناك إلى حروب أهلية، وهذا ما كلف أمريكا كثيراً، بحيث اضطرت إلى البقاء في العراق إلى وقت أطول من المخطط له، حتى تحافظ على السلم الأهلي في العراق".

بذلك، يشدد رئيس المجلس السوري على أن واشنطن لن ترتكب الخطأ الذي ارتكبته في العراق بسوريا.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد أكد في مقابلة له الجمعة، أن سوريا لا تقبل تقسيم أراضيها، وقال إن "التقسيم يورث العدوى، وإذا أراد شمال شرق سوريا أن يذهب إلى نوع من التقسيم فإن العراق وتركيا ستتأذيان بشكل كبير".

وشدد على أن "سوريا لن تتنازل عن ذرة تراب واحدة، وهذا قسم أقسمناه أمام الناس، يجب أن نحمي كل التراب السوري وأن تتوحد سوريا".

رغبة الانفصال لا تكفي
من جهته، اعتبر المحلل السياسي المقرب من دمشق، باسل المعراوي، أنه لا تكفي الرغبة أو الإرادة المحلية في الانفصال لحدوثه، لأن هذا يعد شأنا اقليميا ودوليا، وسوريا من أكثر الدول التي لا مصلحة لأحد بتقديمها لأن تداعيات ذلك لو حصل سيطال الإقليم كله.

وفي حديثه لـ"عربي21" قال إن "إسرائيل" تقول ذلك للضغط على الحكومة السورية واستعمال العبث بورقة التقسيم لتحقيق مكاسب أكبر في المفاوضات الجارية الآن، وباعتقادي "إسرائيل" تفضل حكومة مركزية ضعيفة ولكنها قادرة على ضبط أراضيها وتكون ملتزمة بأي اتفاق يوقع معها.

أما عن تركيا، يرى المعراوي أن أنقرة لا يمكن أن تقبل بأي تقسيم مما يؤثر على تماسكها المجتمعي، وإيران لا تقبل بذلك لأن أي نموذج كردي سيكون محرضا لأكراد إيران على الاحتذاء به.
ويرى أن الولايات المتحدة وأوروبا لن توافق على أي تقسيم في سوريا، لأن نظرتها للمنطقة ومصالحها تتطلب استقرارا ووقف تدفق المهاجرين والمخدرات.

اظهار أخبار متعلقة


ورقة التقسيم حاضرة
في المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة، أن الحالة السورية مهيأة أكثر للتفتيت على أساس ديموغرافي لا جغرافي، نتيجة التداخل العرقي الواسع في معظم المحافظات، وقال لـ"عربي21": "أصبح التلويح بورقة التقسيم حاضرا في الخطاب السياسي الإقليمي والدولي، الأمر الذي يستوجب من السلطة تبديد هذه المخاوف عبر منح الأطراف لامركزية إدارية فعلية، تتجسّد في انتخاب المحافظ والمكتب التنفيذي في كل محافظة".

وتابع خليفة: أنه بالنظر إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، يمكن التفكير في إعادة هيكلة بعض المحافظات بدمجها مع غيرها بدلا من تكريس مزيد من الانقسامات.

وزاد بقوله: "الواقع السوري، الموروث عن النظام السابق بتطييف المجتمع وفرزه على أسس قومية ومذهبية، يجعل بعض الأطراف ترى أن اللحظة السياسية مواتية للمطالبة بالتغيير الإداري، سواء عبر الفدرالية أو اللامركزية السياسية، وهو ما ترفضه السلطة ومعها المكوّن الأكبر في البلاد".
التعليقات (0)

خبر عاجل