أعلنت
منظمة الصحة العالمية عن تأكيدها البقاء في مدينة
غزة، وذلك على الرغم من الدعوة التي وجهتها سلطات
الاحتلال الإسرائيلي، لسكان المدينة بمغادرتها إلى جنوب القطاع المحاصر.
وأوضحت المنظمة، عبر بيان لها، نشرته على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "إكس"، أنها رفقة شركاءها ما زالوا في قلب مدينة غزة، معربة في الوقت نفسه عن استيائها من أوامر الإخلاء التي تصدرها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، أوردت منظمة الصحة العالمية أن ما يطلق عليه مُسمّى: "المنطقة الإنسانية" التي حددتها دولة الاحتلال الإسرائيلي في جنوب
قطاع غزة المحاصر، تفتقر إلى حجم ونطاق الخدمات اللازمة، من أجل دعم الموجودين فيها، ناهيك عن الوافدين الجدد.
ووفقا للمنظمة، فإنّ ما يقرب من نصف المستشفيات التي ما زالت تعمل في قطاع غزة موجودة في المدينة. فيما حذّرت أيضا من أنّ: "النظام الصحّي في القطاع لا يستطيع تحمّل خسارة أي من هذه المرافق المتبقّية".
وأضافت المنظّمة، عبر المصدر ذاته، "على الرّغم من أنّ أوامر الإخلاء الأخيرة لم تشمل المستشفيات بعد، إلا أنّ الوقائع السابقة تُظهر مدى سرعة تعطّلها عندما يُعيق القتال وصول المرضى، ويمنع سيارات الإسعاف من الوصول إليهم، ويعطّل إعادة إمداد منظمة الصحة العالمية وشركائها".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد دعا، يوم الثلاثاء، جميع سكان غزة لمغادرتها فورا إلى جنوب القطاع، محذّرا من أنّه سيشنّ هجوما عنيفا على المدينة؛ فيما تقول الأمم المتّحدة إنّ: "حوالي مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها".
اظهار أخبار متعلقة
ومنذ أيام شرع جيش الاحتلال في حملة تدمير تدريجية للمباني السكنية المرتفعة بمدينة غزة، ما زاد أعداد العائلات المشردة ودفعها إلى ظروف نزوح قاسية، في وقت يحذّر فيه مراقبون من أن الهدف هو دفع الفلسطينيين قسرًا إلى النزوح جنوبًا، ضمن مخطط إسرائيلي أمريكي أوسع لتهجيرهم خارج القطاع.
والاثنين أيضا، توعد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بقصف مزيد من المباني السكنية العالية في مدينة غزة، وتدمير القطاع وحركة "حماس" ما لم يتم إطلاق سراح الأسرى وإلقاء السلاح. وفي اليوم نفسه تباهي رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بقيام جيشه بتدمير 50 مبنى سكنيا بمدينة غزة خلال يومين، متوعدا بهدم المزيد والمضي بخطط التهجير بقوله: "هذا مجرد مقدمة وتمهيد للعملية الرئيسية".
وبدعم أمريكي، تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 شنّ حرب إبادة جماعية على كامل قطاع غزة المحاصر، ما خلّف 64 ألفا و605 شهداء، و163 ألفا و319 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 404 فلسطينيين بينهم 141 طفلا.