"الزيارة" تُحيي مسرح قرطاج.. جمع بين الأصالة والحداثة في قلب تونس (شاهد)
تونس ـ لندن ـ عربي2106-Sep-2501:11 PM
0
شارك
تستمد فكرة العرض من ظاهرة اجتماعية تونسية تُعرف بـ"الزيارة"، حيث يتنقل الأفراد من منزل إلى آخر لتهنئة بعضهم البعض في مناسبات مختلفة.
تحت أضواء مسرح قرطاج الأثري، انطلقت مساء أول
أمس الخميس 4 سبتمبر 2025، أولى عروض المسرحية التونسية "الزيارة" ضمن
فعاليات الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي. العمل الذي أخرجه المخرج الشاب محمد بن
صالح، يُعدّ إضافة نوعية للمسرح التونسي، حيث يمزج بين التراث الشعبي والدراما
المعاصرة.
تدور أحداث المسرحية حول قصة اجتماعية
مشوقة، تُسلط الضوء على قضايا الهوية والانتماء في المجتمع التونسي المعاصر.
تُقدّم "الزيارة" مزيجًا من التراجيديا والكوميديا، مما جعلها تحظى
بتفاعل كبير من الجمهور، الذي ملأ مدارج المسرح الأثري.
وقد عبّر العديد من الحضور عن إعجابهم
بالعرض، مؤكدين على أهمية تقديم أعمال مسرحية تعكس واقع المجتمع التونسي وتُعزز من
الثقافة المحلية. كما أشادوا بأداء الممثلين واحترافية الفريق الفني في تقديم هذا
العمل المتميز.
من المتوقع أن تستمر عروض
"الزيارة" على مسرح قرطاج حتى نهاية الأسبوع المقبل، حيث يُنتظر أن تشهد
مزيدًا من الإقبال الجماهيري. يُذكر أن مهرجان قرطاج الدولي يُعدّ من أبرز
الفعاليات الثقافية في تونس، ويُسهم في تعزيز المشهد الفني والثقافي في البلاد.
لقاء بين الماضي والحاضر
في ليلة ساحرة، عاد عرض "الزيارة"
للمخرج سامي اللجمي ليضيء ركح مسرح قرطاج الأثري، حاملاً معه مزيجاً من التراث
والحداثة، في احتفالية فنية فريدة من نوعها.
يُعتبر "الزيارة" تجربة فنية
استثنائية تجمع بين الغناء الصوفي والموسيقى الشعبية، حيث يشارك في العرض أكثر من
مائة فنان وموسيقي، يقدمون مزيجاً من الألوان الصوتية والرقصات التقليدية، مما
يخلق تجربة سمعية ومرئية غنية.
تُعرض هذه اللوحة الفنية على ركح مسرح
قرطاج، الذي يُعد من أعرق المسارح في العالم، ليكون شاهداً على تفاعل الجمهور مع
هذا العرض الذي يعكس روح الثقافة التونسية الأصيلة.
تستمد فكرة العرض من ظاهرة اجتماعية تونسية
تُعرف بـ"الزيارة"، حيث يتنقل الأفراد من منزل إلى آخر لتهنئة بعضهم
البعض في مناسبات مختلفة. يُجسد العرض هذه الظاهرة من خلال مواقف كوميدية
وإنسانية، تُظهر التفاعل بين الأفراد والتحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية.
من خلال هذه القصة، يُسلط الضوء على القيم
الاجتماعية مثل التضامن، والكرم، والاحترام المتبادل، مما يجعل العرض ليس فقط
تجربة فنية، بل أيضاً رسالة إنسانية تعكس واقع المجتمع التونسي.
ومسرح قرطاج الأثري يُعد من أبرز المعالم الثقافية والتاريخية في تونس والعالم العربي، فهو يجمع بين العراقة التاريخية وجاذبية الفعاليات الفنية المعاصرة.
يتميز المسرح بتصميمه الروماني القديم الذي يسمح بسعة كبيرة للجمهور وبتجربة سمعية وبصرية مميزة، ما يجعله مكانًا مثاليًا لاستضافة العروض المسرحية والموسيقية والفنية الكبرى.
لطالما كان المسرح منصة للتلاقي بين التراث والحداثة، حيث يُتيح للفنانين تقديم أعمالهم في أجواء تحاكي الأصالة، وفي الوقت نفسه تتفاعل مع متطلبات الجمهور المعاصر، ليظل مسرح قرطاج رمزًا حيويًا للثقافة والفن في تونس والمنطقة.