تعرّض الحفل الختامي لمهرجان "مغني
وارسو" للثقافة
اليهودية، مساء الأحد الماضي، في العاصمة البولندية وارسو، لاحتجاج مفاجئ بعدما أقدم شخصان على تعطيل عرض المغني الإسرائيلي
ديفيد دور على خشبة المسرح الكبير، ما أثار توتراً داخل القاعة.
المهرجان الذي أقيم بنسخته الثانية والعشرين، يحظى برعاية مباشرة من سفارة الاحتلال الإسرائيلي، ويتولى سفيرها في وارسو، يعقوب فيلكنشتاين، الرعاية الفخرية له.
ويأتي تنظيمه في ظل اتهامات متواصلة للاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجازر وجرائم إبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ ما يقرب من عامين، وسط سياسة تجويع ممنهجة وتجاهل لقرارات وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
ويُعدّ المغني ديفيد دور من الوجوه الثقافية البارزة في للاحتلال٬ إذ خدم في جيش الاحتلال خلال ثمانينيات القرن الماضي، وارتبط اسمه آنذاك بمهام تتعلق بقمع الاحتجاجات الطلابية وحماية المستوطنين في الضفة الغربية. ومنذ سنوات، يقدَّم دور كـ"سفير ثقافي لإسرائيل"، ويُعرف بمواقفه الداعمة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، الأمر الذي جعل مشاركته في المهرجان محل رفض وانتقاد من ناشطين متضامنين مع القضية الفلسطينية.
اظهار أخبار متعلقة
الاعتراض الذي حدث خلال الحفل لم يكن مفاجئاً في سياقه السياسي؛ إذ تتزامن فعاليات المهرجان مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 63 ألفاً و557 شهيداً فلسطينياً، ونحو 160 ألفاً و660 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين. كما تسببت المجاعة الناتجة عن الحصار والتجويع المتعمد بمقتل 348 فلسطينياً بينهم 127 طفلاً، وفق بيانات محلية.
ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي الترويج عبر "القوة الناعمة" في المحافل الثقافية الأوروبية، بما فيها مهرجان وارسو، لا يمكن فصلها عن مساعي التغطية على جرائم مستمرة في غزة والضفة الغربية، حيث تتصاعد الإدانات الدولية دون أن يلوح في الأفق وقف فعلي للعدوان.