ما زالت دعوة رئيس
حكومة الاحتلال نتنياهو إلى ترشيح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لنيل
جائزة نوبل للسلام
بدعوى أن الأخير يعمل على إنهاء الحروب، تلاقي موجة واسعة من السخرية، فيما هاجم
الممثل السابق للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، هذه الدعوة واصفا
الأول بـ"مجرم حرب" والثاني بـ"تاجر سلاح".
ألوف بن، رئيس
تحرير
صحيفة هآرتس العبرية، قال في مقال له:" يتلهف الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام، هو يحسد سلفه براك اوباما الذي حصل على هذه
الجائزة الفاخرة بعد بضعة اشهر على انتخابه وبدون اظهار أي انجازات.
اظهار أخبار متعلقة
الرئيس
الأمريكي وخلال لقائه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في شباط/فبراير
الماضي، قال متذمرًا:" أنا أستحق الجائزة، لكن من المحتمل أنهم لن يمنحوني إياها"،
وفي وقت سابق، خلال الحملة الانتخابية، قال المرشح ترامب: "لو أنهم قاموا
بتسميتي اوباما لكنت حصلت على جائزة نوبل خلال ثوان".
"أريد الذهاب
إلى الجنة"
ألوف بن، يضيف
قائلا:" الرئيس ترامب لا يكتفي بتوجيه الإهانات، بل هو أيضا ينشغل بتجنيد التأييد،
فقد جمع الآن توصية بالجائزة من نتنياهو ورئيس الباكستان ورئيس كمبوديا، الذين أثنوا عليه في لجنة التحكيم في النرويج، لقد جند جماعة ضغط في أوسلو، وفوق كل ذلك
يتفاخر بأنه قام بحل سبعة نزاعات منذ توليه لمنصبه في كانون الثاني/يناير، أي
بمعدل حرب كل شهر، طموحه يزداد بشكل كبير ويتجاوز كثيرا الحصول على جائزة نوبل"،
واستشهد الكاتب بما قاله ترامب خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية في
آب/أغسطس:"حقا أريد الذهاب إلى الجنة".
اظهار أخبار متعلقة
قائمة الحروب
التي يتفاخر ترامب بإنهائها أو منعها تشمل ارجاء العالم من" ارمينيا
واذربيجان، الهند وباكستان، اسرائيل وايران، كمبوديا وتايلاند، الكونغو ورواندا،
مصر واثيوبيا، وعلى راسها روسيا واوكرانيا، التي يحاول ترامب التوسط بين زعماءها"،
وكالعادة، الرئيس يبالغ في إنجازاته، لكنه يلبي معايير مؤسس الجائزة الفريد نوبل،
وهي:" الدفع قدماً بالأخوة بين الشعوب، والدفع قدماً بمؤتمرات السلام، والأهم
أنه جعل السلام شيئاً مرغوباً فيه", وفي النهاية والكلام لـ ألوف بن:" ها
هو الزعيم يتفاخر بتهدئة النزاعات ولكن ليس تحقيق الانتصار المطلق، زعيم يريد
ميدالية السلام وليس وسام بطولة عسكري".
إسرائيل لا
تستخدم كلمة "سلام"
ألوف بن، أشار
إلى أن:" صورة ترامب أثرت أيضاً على نظيره الإسرائيلي نتنياهو، الذي وعد
مؤخراً بـ(توسيع جذري لاتفاقات السلام)، هذا تجديد منعش في الخطاب العام بعد سنوات
امتنع فيها السياسيون في إسرائيل عن لفظ كلمة (سلام)، على اعتبار أنها تعبر عن
الضعف والانهزامية، ويمكن التخمين بأن نتنياهو يعمل بجهد على لقاء الرئيس السوري
أحمد الشرع في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الشهر القادم، وإعلان مشترك عن
اتفاق أمني يتم تقديمه كإنجاز كبير لترامب، الأمر الذي سيزيد فرصة الأخير في لجنة
نوبل".
ألوف بن، قال
أيضًا:" في الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين، التي جبت وتجبي عدداً كبيراً من
الضحايا، مقارنة مع النزاعات الأخرى في العالم، ها هو ترامب يفشل فشلاً ذريعاً، فعندما
تسلم منصبه، فرض على إسرائيل وقفاً لإطلاق النار وصفقة جزئية لتبادل المخطوفين مع
حماس، وبعد ذلك، وعد عدة مرات بأن الحرب في الطريق إلى الانتهاء، لكنه على الأرض
أعطى نتنياهو يداً حرة لاستئناف وتصعيد الحرب في غزة، وتعميق الاحتلال في الضفة
الغربية".
ترامب أطلق يد
نتنياهو
ألوف بن، تطرق
في مقاله إلى المفارقات بين التصريحات والأفعال، وكيف تمسك نتنياهو بموقفه أيضاً
إزاء التقارير عن الجوع الفظيع والموت بسبب سوء التغذية في غزة، ومحو المدن
الفلسطينية هناك، والإعداد لطرد سكانها إلى إفريقيا وإندونيسيا، فضلا عن قرار بناء
المستوطنات في منطقة إي1، الذي يهدف إلى تقسيم البلاد إلى دولتين، والذي استقبل
بالموافقة في واشنطن.
اظهار أخبار متعلقة
ألوف بن، أوضح
في ختام المقال بشأن من يستحق جائزة نوبل، قائلا:" ترامب يعرف كيفية قول "لا"
للربيبة الإسرائيلية، فقد أوقف محاولة نتنياهو إسقاط النظام في إيران، وكبحه في
سوريا ولبنان، ولكن دعمه المطلق لحرب التدمير الإسرائيلية ضد الفلسطينيين تضع وصمة
سوداء على صورته كمحب للسلام، لذلك، بدلاً من أن تغريه جماعة الضغط في البيت
الأبيض، فإن لجنة جائزة نوبل للسلام يجب إعطاؤها في هذه السنة للأطباء الفلسطينيين
والأجانب الذين يناضلون تحت قصف الجيش الإسرائيلي في ظروف غير محتملة لإنقاذ أطفال
غزة، الذين يعانون بسبب الجوع، والذين تم بتر أطرافهم وأعضائهم المهشمة".