توفي الشاب الفلسطيني حمادة ورش الآغا، الثلاثاء، متأثرا بسوء التغذية عن سياسة
التجويع التي تنفذها دولة
الاحتلال في
غزة بالتزامن مع حرب إبادة جماعية ترتكبها منذ نحو 23 شهرا.
وقال المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش، في منشور على منصة تلغرام، إن سوء التغذية أنهى حياة الشاب حمادة ورش الآغا، الذي لم يكن يعاني أي مرض قبل اشتداد المجاعة بغزة.
وأضاف أن "الحرب لم تكتفِ بالقصف والدمار، بل سرقت الحياة من آلاف الأبرياء عبر الجوع والحرمان من أبسط مقومات البقاء".
وأوضح البرش، أن الآغا "رحل وهو شاب في مقتبل العمر، إذ كان يستحق أن يعيش حياة كريمة، لكن الاحتلال والحصار قتلا روحه قبل أن يحقق أحلامه".
وأشار إلى أن قطاع غزة "يواجه اليوم، حربا إسرائيلية مزدوجة بالقصف الذي يقتل الأجساد، والمجاعة التي تُنهك الأحياء وتُفني الأرواح ببطء".
وقالت "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (آي بي سي)، في تقرير: "تأكدت المجاعة في محافظة غزة، ومن المتوقع أن تمتد إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بنهاية الشهر المقبل"
و"آي بي سي" مبادرة دولية لتحليل أوضاع الأمن الغذائي والتغذية، تضم 21 منظمة بارزة، بينها منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمات الأمم المتحدة للأطفال "يونيسف"، والصحة العالمية، وأوكسفام، وأنقذوا الأطفال.
اظهار أخبار متعلقة
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة الوفيات الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 303 فلسطينيين بينهم 117 طفلا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد وفاة ثلاثة حالات خلال 24 ساعة.
ويواصل القطاع تسجيل وفيات جراء الإصابة بسوء التغذية، رغم سماح إسرائيل قبل نحو شهر، بدخول شاحنات شحيحة ومحدودة من البضائع والمساعدات الإنسانية التي تتعرض في معظمها للسرقة من عصابات تحظى بحماية إسرائيلية.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان الثلاثاء، بأن إجمالي الشاحنات التي دخلت قطاع غزة على مدار شهر كامل، بلغ 2654 شاحنة مساعدات فقط من أصل الكمية المفترضة والبالغة 18000 شاحنة مساعدات".
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي، أن ما دخل القطاع أقل من 15 بالمئة من الاحتياجات الفعلية.
ورغم القيود على دخول تلك المساعدات، فإن إسرائيل تمنع دخول 430 صنفا من الأغذية الأساسية التي يحتاجها الأطفال والمرضى والمُجوّعون، وإلى جانب حرمان السكان المدنيين من مئات الأصناف الأخرى، وفق البيان.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي، فإن قطاع غزة يحتاج يوميا لأكثر من 600 شاحنة مساعدات لتلبية الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون نسمة.
ومنذ مطلع آذار/ مارس الماضي، تغلق دولة الاحتلال جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين الفلسطينيين.