دعا رئيس الحكومة
العراقية، محمد شياع
السوداني، القائد العام للقوات المسلحة، اليوم السبت، قوات الأجهزة الأمنية إلى
العمل بروح الفريق الواحد لمواجهة ضعاف النفوس الذين يحاولون استغلال المناسبات
الدينية لإثارة خطاب الفتنة والكراهية، مؤكداً ضرورة التصدي لكل محاولات زعزعة
الأمن والاستقرار الاجتماعي.
وجاءت تصريحات السوداني خلال متابعته تنفيذ
الخطة الأمنية الخاصة بمناسبة الاحتفال بذكرى
المولد النبوي، حيث شدّد على أن
"يشهد العمل تطوراً مستمراً خارج السياقات التقليدية"، بما يضمن حماية
المواطنين وتأمين انسيابية حركة الزوار خلال الفعاليات الدينية، بحسب بيان رسمي
للحكومة العراقية.
خطة أمنية واسعة في النجف
وتشهد مدينة النجف تدفق الآلاف من الزوار
الشيعة من داخل العراق وخارجه، لإحياء مراسم المولد النبوي عند ضريح الإمام علي بن
أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين. وتشارك في هذه المناسبة آلاف القوات المسلحة
والأمنية والأجهزة الاستخبارية في خطة أمنية متكاملة تهدف إلى ضمان الأمن العام،
ومنع أي محاولات لاستغلال المناسبة لأهداف طائفية أو سياسية.
وتتضمن الخطة انتشار نقاط التفتيش في
المداخل والمخارج، مراقبة الطرق المؤدية إلى المدينة، تعزيز التواجد الأمني حول
المواقع الحساسة، ومتابعة أي تحركات مشبوهة قد تهدد سلامة الزوار أو تؤدي إلى
إشعال فتنة بين المكونات الاجتماعية.
وأشار السوداني إلى أن مواجهة خطاب الفتنة
والكراهية ليست مسؤولية الأجهزة الأمنية وحدها، بل تتطلب تنسيقاً واسعاً بين
القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الاستخبارية، إلى جانب التوعية المجتمعية
والمبادرات المدنية التي تعزز قيم التسامح والمحبة بين أبناء الشعب العراقي.
وشدد على أن الاحتفالات الدينية في العراق
تمثل مناسبة للوحدة الوطنية والتعايش بين مختلف المكونات، وأن أي محاولة لتوظيف
هذه المناسبات لإثارة النزاعات الطائفية ستكون محل متابعة صارمة، مع تطبيق القانون
بكل حزم تجاه المخالفين.
تقنيات حديثة وإجراءات وقائية لتعزيز الأمن
اعتمدت السلطات العراقية هذا العام تقنيات
حديثة لمتابعة وتفقد التجمعات الدينية، تشمل استخدام كاميرات المراقبة الذكية،
أنظمة التعرف على الوجوه عند المداخل والمخارج، والطائرات المسيرة لمراقبة تحركات
الحشود في المواقع الرئيسية. كما جرى تعزيز التنسيق بين القوات المسلحة والأجهزة
الاستخبارية لتبادل المعلومات بشكل مباشر، ورصد أي تحركات مشبوهة قبل وقوع أي
تهديد محتمل.
إلى جانب الإجراءات التقنية، شملت الخطة
حملات توعية مجتمعية عبر المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، للتأكيد على
أهمية الحفاظ على الأمن العام ورفض أي خطاب مسيء أو مثير للفتنة خلال الاحتفالات
الدينية. وأوضح مسؤولون في وزارة الداخلية أن الهدف من هذه التدابير هو خلق بيئة
آمنة للمواطنين والزوار، وضمان انسيابية حركة المرور داخل المدن المقدسة، وتقليل
احتمالات وقوع حوادث أو أعمال استفزازية.
وتأتي هذه التوجيهات في ظل حساسية الأوضاع
الأمنية خلال المناسبات الدينية الكبرى في العراق، حيث سبق أن شهدت بعض المدن
محاولات محدودة لاستغلال التجمعات الدينية لأهداف سياسية أو طائفية. ويُعتبر إشراف
الحكومة على الخطط الأمنية جزءاً من الجهود المتواصلة للحفاظ على الأمن العام
والتوازن الاجتماعي، خصوصاً في المدن المقدسة مثل النجف وكربلاء وكربلاء الجنوبية.
ويلعب تعزيز الوعي الشعبي والمجتمعي حول
خطورة خطاب الفتنة دوراً محورياً إلى جانب الإجراءات الأمنية، بما يساهم في تقليل
فرص الاستغلال السياسي أو الطائفي لهذه المناسبات الدينية.
اظهار أخبار متعلقة