سلطت المشاهد الأخيرة لكتائب القسام،
لعملياتها ضد قوات
الاحتلال المتوغلة في حي الزيتون جنوب مدينة
غزة، الضوء على وحدة
النخبة، التي ظهر أحد مقاتليها بلباسه العسكري المميز باللون البني المموه، والشعار
الخاص بها، وهو يتحدث عن الاستعداد للمعركة.
وتعد
وحدة النخبة في
كتائب القسام، من أكثر
الوحدات التي تلقت تدريبات قاسية وإعدادا مستمرا على مدار السنوات الماضية، سواء
في التدريبات على أعمال الاقتحام، والاشتباك إضافة إلى تدريبات على أسر جنود
الاحتلال وكيفية التعامل معهم في الميدان.
ومنذ نشأة كتائب القسام نهاية ثمانينيات
القرن الماضي، وظهور اسمها، اهتهم بالعمل النخبوي لمقاتليها، خاصة في اختيار
الأفراد بسبب طبيعة الظروف التي كانت تعمل فيها في كافة مناطق فلسطين المحتلة،
لمواجهة الاحتلال الذي يمتلك إمكانيات كبيرة في الرصد والتحقيق والتتبع والسيطرة
العسكرية والمخابراتية.
اظهار أخبار متعلقة
وتركزت أعمال خلايا النخبة الأولى للقسام في
جانبين، الأول أعمال خطف الجنود والمستوطنين، من أجل مبادلتهم بالأسرى في سجون
الاحتلال، كما حدث في عمليات إيلان سعدون وآفي سسبورتس ونحشون فاكسمان ونسيم
توليدانو.
أما الجانب الثاني، فركز على أعمال الهجوم
والانسحاب السريع على الأهداف الرخوة مثل الدوريات والجنود الراجلين المشاة، في
المناطق الفلسطينية، مثل عمليات الشهيد عماد عقل وغيره من أفراد نخبة القسام في
خلاياهم الأولى صغيرة العدد.
لكن مع اندلاع الانتفاضة الثانية، تحولت نخبة
القسام، إلى مجموعات تتلقى تدريبات على عمليات الاقتحام للمواقع والمستوطنات، خاصة
في قطاع غزة، بسبب لجوء الاحتلال لقوة أكبر وأكثر فتكا من المواجهة بالبنادق، إلى
الدبابات والمدرعات.
ومع الوقت منذ عام 2000، تصاعد تنظيم القسام
لأفراده من النخبة إلى تشكيلات أكبر وأكثر تجهيزا وتدريبا، وبات لها هيكلية وبات
الأمر مختلفا عن فترة الانتفاضة الأولى والخلايا الصغيرة.
كيف يُختار أفراد النخبة؟
تعتمد كتائب القسام، وفقا للعديد من
المنشورات العسكرية التي أصدرتها على مجموعة عوامل لاختيار عناصر النخبة، في
مقدمتها، الالتزام الديني، والسلامة الأمنية بشكل صارم، واللياقة البدنية العالية.
ويجند أفراد النخبة في سرية عالية، حتى عن
أفراد أسرهم، من أجل حرمان الاحتلال من الحصول على أبسط المعلومات أو وضع أي شخص
منهم تحت الرقابة، وبالتالي إبقاءه في حالة من العمى الاستخباري لضمان نجاح أفراد
النخبة في البقاء بعيدا عن أعين الاحتلال والعملاء.
ويخضع أفراد النخبة لتدريبات مكثفة بصورة أكبر
من بقية الأفراد في كتائب القسام، سواء من الناحية البدنية وقدرات التحمل، ضمن
برامج قريبة من برامج تدريبات القوات الخاصة في الجيوش النظامية، كما يخضعون
لتدريبات مكثفة على استخدام صنوف الأسلحة.
ومن أهم التدريبات التي اهتمت بها وحدة
النخبة في القسام، الرمايات المضادة للدروع، وهو ما ظهر بشكل واضح في مهارات
استهداف الدبابات وناقلات الجنود خلال العدوان الجاري في غزة، حيث لا يستغرق
مقاتلو النخبة وقتا في التسديد لضرب الدبابات بسبب الخبرة الكبيرة خلال فترة
التدريب.
ومن أبرز ما تلقاه مقاتلو النخبة من تدريبات،
نصب الكمائن، وهي من أبرز مهام القوات الخاصة، وكيفية التخطيط لها ونقاط إيقاع المقتلة
في جنود العدو، وهو ما كان بارزا كذلك في العمليات التي تبثها القسام لأفرادها في
غزة.
خلف خطوط العدو
وعلى الرغم من مشاركة نخبة القسام في الحروب
المختلفة التي شنها الاحتلال على غزة، منذ 2008 وما بعدها، إلا أن النخبة ظهرت
بصورة مثيرة لقلق الاحتلال، في عدوان 2014.
وتمثل ظهور النخبة بوضوح في عمليات الإغارة
من الأنفاق، التي حفرت واجتازت الشريط الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام
1948، واقتحام أكثر من موقع عسكري للاحتلال، وإيقاع العديد من الجنود قتلى في هجمات
مباغتة كبدته خسائر كبيرة.
اظهار أخبار متعلقة
ومن أبرز تلك العمليات، الهجوم على موقع أبو
مطيبق العسكري، ومقتل 7 من جنود الاحتلال، وعودة كافة المنفذين، من فوق الأرض أمام
كاميرات جيش الاحتلال.
إضافة إلى عملية اقتحام قاعدة زيكيم البحرية،
بواسطة ضفادع بشرية من نخبة القسام، وخوضهم اشتباكا ضاريا مع قوات الاحتلال قبل
استشهادهم.
كما تولت وحدة النخبة
في القسام، التمركز في النقاط المتقدمة حول قطاع غزة، وأفشلت العديد من محاولات
التسلل، خاصة العملية الشهيرة في خانيونس، والتي وقعت فيها قوة من سييرت ميتكال "نخبة
رئاسة أركان الاحتلال"، بمواجهة مع النخبة بعد انكشاف أمرهم خلال زرع أجهزة
تجسس متطورة في المناطق الشرقية من القطاع.