صحافة إسرائيلية

يديعوت أحرونوت: إيران تتجه نحو "موت هادئ".. أزمة داخلية عميقة

صحيفة إسرائيلية: إيران على حافة 'الموت الهادئ'.. أزمات داخلية تهدد بانهيار النظام من الداخل - وكالة مهر
صحيفة إسرائيلية: إيران على حافة 'الموت الهادئ'.. أزمات داخلية تهدد بانهيار النظام من الداخل - وكالة مهر
ذكر الباحث الإسرائيلي المتخصص في الشأن الإيراني راز تسيمت، في مقال افتتاحي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسير بخطى متسارعة نحو الانهيار الداخلي، مشيرا إلى أن غياب أي تغيير سياسي جوهري كفيل بأن يقود إلى "أفول تدريجي للنظام"، على غرار ما حدث في السنوات الأخيرة للاتحاد السوفياتي.

وأشار تسيمت إلى أن السلطات الإيرانية اضطرت مؤخرا إلى إغلاق الدوائر الحكومية في 15 محافظة من أصل 31، بسبب الانقطاعات المتكررة في الكهرباء والمياه، وسط موجة حرّ غير مسبوقة، ما أدى إلى شلل واسع في الحياة اليومية، وأضرار اقتصادية ملموسة في قطاعي الصناعة والتجارة، فضلا عن تصاعد الاحتجاجات الشعبية.

وفي وقت لاحق، حذر الرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، من أزمة مياه خانقة تهدد البلاد خلال الأشهر المقبلة، كاشفا أن أكثر من 80 بالمئة من السدود المركزية المستخدمة للشرب والزراعة قد فرغت من المياه، في مؤشر ينذر بكارثة إنسانية وبيئية وشيكة.

استثمار النظام في "الوحدة القومية"
وأوضح الكاتب أن الاحتجاجات الاقتصادية التي كانت تتصاعد في الأشهر التي سبقت الحرب الأخيرة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، خمدت مؤقتا خلال فترة الحرب، حيث أبدى كثير من المواطنين استعدادهم للدفاع عن الوطن رغم رفضهم للنظام القائم. 

وقد استغل النظام هذه اللحظة لـ"تغذية الحس القومي"، ومحاولة تجنيد الرأي العام الداخلي حول شعارات الوحدة الإقليمية والسيادة الوطنية، بحسب الكاتب.

بالمقابل، دعا سياسيون وأكاديميون ومثقفون محسوبون على التيار البراغماتي إلى سلسلة من الإصلاحات السياسية والاجتماعية، أبرزها: تحرير الإعلام، توسيع المشاركة الشعبية، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. 

وأردف، أنه بالرغم من أن السلطات لم تتبنّ هذه المطالب بالكامل، فإن الرئيس بزشكيان دعا إلى حوار مع "المعارضة"، كما تم سحب مشروع قانون مثير للجدل حول مكافحة "الأخبار الكاذبة"، بعد موجة انتقادات شعبية اعتبرت أنه يهدد ما تبقى من حرية التعبير.

مع انتهاء الحرب، برز عجز النظام مجددا عن تقديم حلول ملموسة للأزمات المتفاقمة. وأشار تسيمت إلى أن المواطن الإيراني يرزح تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة، نقص المياه والكهرباء، أزمة سكن، هجرة العقول، وانكماش ديموغرافي بفعل تراجع معدلات الولادة.

وفيما لم يكن الاحتلال الإسرائيلي قد حدد "إسقاط النظام" كهدف مباشر خلال الحرب، إلا أن بعض تحركاتها – بحسب الكاتب – سعت إلى تشجيع الداخل الإيراني على استئناف الاحتجاجات ضد النظام إلا أن هذا لم يتحقق، حيث فشلت المعارضة في حشد كتلة حرجة، وظلت معظم الاحتجاجات محلية ومفتقرة للقيادة والتنظيم، فيما أثّر الإحباط العام على استعداد المواطنين للنزول إلى الشوارع.

ونقل تسيمت عن عالم اجتماع إيراني قوله إن الشعب الإيراني يعاني من "تلبّد الحس الجمعي" و"يأس اجتماعي عميق"، بعد سنوات من الأزمات المستمرة، ما ولّد "لا مبالاة جماعية" تجاه فكرة المقاومة أو التغيير.

اظهار أخبار متعلقة


مؤشرات دولة فاشلة
ورغم غياب مؤشرات على ثورة شعبية وشيكة، يلفت تسيمت إلى أن إيران تُظهر بشكل متزايد سمات "الدولة الفاشلة"، مستشهداً بتصريحات الصحفي والناقد السياسي الإيراني عباس عبادي، الذي وصف الوضع بأنه "مسيرة موت هادئ" تمر بها الجمهورية الإسلامية.

وعدّد تسيمت جملة من المؤشرات الخطيرة: (انهيار في قطاعي الماء والطاقة - تراجع حاد في نتائج التعليم: أسوأ متوسط علامات منذ 80 عامًا - ارتفاع مستمر في حوادث الطرق - استمرار استنزاف الميزانية على المدارس الدينية والمشاريع الشعبوية - تراجع معدلات الولادة بشكل مقلق).

ويخلص تسيمت إلى أن السيناريو الثوري يبدو بعيدا في الوقت الراهن، لكن ذلك لا ينفي أن التطورات الداخلية قد تفتح الباب أمام انهيار تدريجي للنظام، خاصة في ظل شيخوخة المرشد الأعلى علي خامنئي (86 عامًا) واقتراب نهاية حكمه.

ويختتم تسيمت تحليله بالقول: "غياب إصلاحات سياسية حقيقية سيُبقي إيران في حالة تأزّم مستمر، تتجه معها الدولة نحو نقطة اللاعودة... وقد يستغرق هذا سنوات، لكنه قد يؤدي في النهاية إلى انهيار النظام من الداخل، كما حدث في الاتحاد السوفياتي سابقاً".
التعليقات (0)

خبر عاجل