صحافة إسرائيلية

رصد إسرائيلي لأهم الخسائر الناجمة عن المواجهة مع إيران

أسفرت الهجمات الإيرانية عن مقتل 29 إسرائيليا وإصابة 3228 آخرين- جيتي
أسفرت الهجمات الإيرانية عن مقتل 29 إسرائيليا وإصابة 3228 آخرين- جيتي
تواصلت التقارير الإسرائيلية التي تتناول الخسائر الناجمة عن المواجهة العسكرية مع إيران، والتي امتدت لـ12 يوما، وأسفرت عن مقتل 29 إسرائيليا وإصابة 3228 آخرين، إضافة إلى التكلفة القتالية التي بلغت 28 مليار شيكل.

وأشار موقع "زمان إسرائيل" في تقرير لمراسله تاني غولدشتاين، إلى أنّ "المواجهة بين تل أبيب وطهران، وغم ما أسفرت عنه من إنجازات عسكرية كبيرة، لكنها جاءت بتكلفة باهظة، وردت إيران بأعنف هجوم صاروخي على الإطلاق، بعدد 500 صاروخ باليستي".

وتابع الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ "86 بالمئة من الصواريخ الإيرانية تم اعتراضها بواسطة منظومتي "آرو وثاد"، لكن تلك الهجمات التي لم يتم اعتراضها تسببت في أضرار واسعة النطاق، وقتل وجرح، ومعاناة كبيرة، وأضرار مالية هائلة، وأضرار بالبنية التحتية الحيوية والبحث العلمي".

وأكد أنّ "عمليات القتل في ساحة غزة أدت إلى تخدّر الاسرائيليين، لكن فيما يتعلق بالهجمات الصاروخية السابقة، فإن الهجمات من إيران كانت قاتلة بعدد 29 قتيلا، و3238 جريحاً، وقد وقعت كل هذه الأعداد فيما تواجد معظم الإسرائيليين في الملاجئ والمناطق المحمية، بعد أن تم تحذيرهم مسبقًا بالبقاء قربها، بينما كانت المدارس وجزء كبير من أماكن العمل والترفيه مغلقة، ولولا هذه الإجراءات الأمنية، لكانت الخسائر في الأرواح البشرية أعلى بكثير بالتأكيد".

اظهار أخبار متعلقة



ولفت إلى أنه "بينما كان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يدعم الحرب، لكنه رفض نشر تكلفتها المالية، وقال مصدر في إحدى الوزارات الاقتصادية إن التكلفة المباشرة للحرب تقدر بـ22 مليار شيكل، بما فيها تكاليف التسليح والوقود للطائرات، وتشغيل أنظمة الدفاع، وتعبئة الاحتياطيات، ومدفوعات نهاية الخدمة للموظفين الغائبين عن العمل، والدفع للفنادق التي استقبلت الاسرائيليين الذين دمّرت منازلهم. ولا يشمل المبلغ الأضرار التي لحقت بالنشاط الاقتصادي نتيجة الإغلاق والتعويضات المدفوعة والشركات من صندوق التعويضات".

وأوضح أنه "في تسعة من أيام الحرب الاثني عشر، تم إغلاق معظم أماكن العمل بأمر من قيادة الجبهة الداخلية، باستثناء ما تم تحديدها على أنها "أساسية"، كالمتاجر التي تبيع المواد الغذائية والأدوية، ومن يعملون عن بعد، وبالتالي، عمل الاقتصاد بطريقة مماثلة لكيفية عمله خلال إغلاق كورونا، حيث خسر الاقتصاد حينها 5.5 مليار شيكل لكل أسبوع من الإغلاق".

وذكر اتحاد المصنعين أنّ "حجم الخسائر يزيد عن سبعة مليارات شيكل، وعلى المدى القصير، يقع هذا الضرر بالكامل على عاتق أصحاب الأعمال، وعلى المدى الطويل، ستعيد الدولة بعض هذه الأموال إليهم، وليس كلها، كجزء من اتفاق التعويض لتغطية الأضرار غير المباشرة الناجمة عن الحرب، وأفادت مصلحة الضرائب بأن مثل هذا الاتفاق لم يتم الانتهاء منه بعد، وبالتالي فإن تكلفة الأضرار غير المباشرة التي ستلحق بالدولة غير معروفة حتى الآن".

وأوضح أن "سلطة الضرائب أعلنت أن الحكومة ستدفع 5-6 مليارات شيكل لترميم المباني والشقق التي دمرها إطلاق الصواريخ خلال الحرب، حيث وقعت 33 إصابة مباشرة في الأحياء السكنية في حيفا، طمرة، هرتسليا، رمات هشارون، بيتح تكفا، بني براك، رمات غان، تل أبيب، يافا، حولون، بات يام، أزور، أور يهودا، سافيون، ريشون لتسيون، رحوفوت، نيس زيونا، بئر السبع، وتم تدمير آلاف الشقق".

اظهار أخبار متعلقة



وأكد أنه "بين السابع من أكتوبر 2023 وحتى العاشر من يونيو 2025، عشية الحرب مع إيران، تم تقديم 75 ألف طلب لسلطة الضرائب لإصلاح أضرار الصواريخ؛ فيما تم تقديم 46 ألف طلب بين 11 يونيو وحتى نهاية الشهر".

ونوه إلى أنّ "الهدف المعلن لإطلاق الصواريخ الايرانية هو ضرب منشآت استراتيجية مثل خمس قواعد للجيش وهي "تسيبوريت، غليلوت، بيت نحميا، تل نوف"، بجانب منشآت البنية التحتية، مثل مصفاة النفط في حيفا بشكل مباشر، حيث اندلع حريق كبير فيها، وتضررت خطوط الأنابيب والنقل، وأُغلقت بعض المنشآت، وحذرت بعض شركات الوقود من وجود نقص فيه، وفي الأيام الثلاثة الأولى بعد الهجوم تم إغلاقها، رغم أنها تنتج نصف البنزين، و60% من الديزل".

وأوضح أن "البنية التحتية لشركة الكهرباء في منطقتي أشدود وعسقلان تضررت أيضا، مما تسبّب بانقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل، كما كان مستشفى سوروكا في بئر السبع المرفق الأكثر تضررًا من حيث البنية التحتية، كما أصابت الصواريخ الإيرانية جامعة بن غوريون في بئر السبع ومعهد وايزمان للعلوم في رحوفوت، وعلى المدى الطويل، قد تكون الأضرار الأكثر خطورة، لأنه بالإضافة للمباني الكبيرة والمعدات باهظة الثمن، فقد تم تدمير المختبرات التي كانت تتراكم فيها المعرفة العلمية والتكنولوجية، وفُقد بعضها".

وأشار إلى "ضرر آخر ناجم عن الحرب، يصعب تحديده كمياً، وسيكون له تأثير طويل الأمد، وهو الضرر النفسي، حيث اندلعت الحرب مع إيران في خضم أزمة صحية نفسية عميقة في المجتمع الإسرائيلي، بدأت مع هجوم حماس في السابع من أكتوبر، واندلاع الحرب في غزة، مما أدى لزيادة العبء على خدمات الصحة النفسية، والتحذير من زيادة الوضع سوءا".

رونيت أرغمان، مديرة معهد أرغمان للخدمات النفسية ذكرت أن "اندلاع الحرب مع إيران تزامنت مع ما يواجهه الإسرائيليون من روح معنوية منخفضة ومنهكة، بعد عامين من الحرب والمعاناة، حيث عانوا من الخسارة والصدمة، وشعروا بانعدام الثقة واليأس، بل وحتى الدمار الشامل، والشعور بعدم وجود مكان للهرب إليه، ما زاد من أعراض الضرر العقلي".

التعليقات (0)

خبر عاجل