"علماء المسلمين" في العراق: مقتل 27 معتقلا حرقا في سجن الناصرية.. و"العدل" تنفي

أثارت أنباء عن مقتل 27 سجينا حرقا داخل سجن الناصرية المركزي (الحوت) جنوب العراق، موجة من الجدل الحاد، بعد أن أعلنت هيئة علماء المسلمين وقوع الحادثة، في حين نفت وزارة العدل العراقية بشكل قاطع حدوث أي حريق، ووصفت البيان بأنه "كاذب" ويهدف إلى "بث الفتنة والتشويه المتعمد لمؤسسات الدولة".

في بيان نشرته على منصاتها الرسمية، قالت هيئة علماء المسلمين إن لديها "معلومات دقيقة ومؤكدة" عن وقوع حريق مروع داخل سجن الحوت في محافظة ذي قار، أسفر عن وفاة 27 معتقلا على الأقل حرقاً، في ظروف وصفتها بـ"الغامضة والمروعة".

واعتبر الهيئة، التي تعد من أبرز التجمعات الدينية السنية في العراق، أن ما جرى يمثل "جريمة إبادة جماعية جديدة"، متهمة السلطات بالتكتم المتعمد ومحاولة طمس الحقيقة، ومنع الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان من الوصول إلى مكان الحادث أو التحقيق في ملابساته.

واتهم البيان الحكومة بـ"العجز والتواطؤ مع جهات أمنية وميليشيات تسيطر فعلياً على السجون"، مشيراً إلى أن "سجن الحوت تحوّل إلى مسلخ بشري تمارس فيه الإعدامات خارج إطار القانون، وسط إفلات تام من العقاب".

اظهار أخبار متعلقة

وزارة العدل: لا صحة للخبر واتهامات خطيرة
في المقابل، ردت وزارة العدل العراقية عبر بيان رسمي وصفت فيه ما ورد من معلومات بأنه "كاذب ولا أساس له من الصحة"، ونفت بشكل قاطع وقوع أي حادث داخل سجن الحوت أو غيره من مؤسساتها الإصلاحية.

وقال الوزارة إن بيان الهيئة يندرج في إطار "تضليل الرأي العام وبث الفتنة"، مؤكدة احتفاظها بحقها القانوني الكامل في ملاحقة الجهة التي نشرت البيان وأي طرف يروّج له، لما له من "مساس بأمن الدولة وحياة النزلاء"، حسب تعبيرها.

وأكدت الوزارة أن "مؤسساتها تخضع لرقابة داخلية وخارجية، وتعمل وفق القوانين المرعية"، داعية الجمهور إلى "عدم الانجرار وراء حملات التشويه والتحريض التي لا تستند إلى أي دليل".

انتقادات سابقة لسجن الحوت
وكان سجن الناصرية، المعروف باسم "الحوت"، موضوعاً دائماً في تقارير منظمات حقوق الإنسان، التي انتقدت مراراً ما وصفته بـ"ظروف احتجاز غير إنسانية"، و"اكتظاظ خطير"، و"ممارسات تعذيب وإهمال صحي ممنهج".

في كانون الثاني / يناير 2023، طالب النائب رعد الدهلكي بفتح تحقيق فوري في ما سمّاه "الإبادة الممنهجة" داخل السجن، مستنداً إلى مناشدات من عائلات السجناء، تحدثت عن تعذيب وتجويع وظروف قاسية دفعت بعض المعتقلين للتفكير بالانتحار.

كما أشار مرصد "أفاد" لحقوق الإنسان في تقرير لاحق، إلى ما سماه "سياسات ممنهجة لإضعاف السجناء أو قتلهم"، سواء بالإهمال الطبي أو بالتعذيب، مشيراً إلى وفاة العشرات في ظروف مريبة داخل السجن ذاته.