صحافة عربية

إبراهيم الأمين: نزع سلاح المقاومة تمهيد لفتنة داخلية في لبنان

هل يستطيع عون نزح سلاح حزب الله في لبنان؟ -  جيتي
هل يستطيع عون نزح سلاح حزب الله في لبنان؟ - جيتي
حذر الكاتب ورئيس تحرير جريدة "الأخبار" اللبنانية،  إبراهيم الأمين من خطورة ما أسماه "المشروع الأمريكي - السعودي"، الذي يهدف إلى نزع الشرعية عن المقاومة في لبنان تمهيدًا لإثارة فتنة داخلية، قد تؤدي إلى إعادة البلاد إلى مربع الصراعات الأهلية.

وفي مقال نشرته صحيفة الأخبار يرى الأمين أن الحديث عن إمكانية إنهاء مسيرة المقاومة عبر قرار من مجلس الوزراء اللبناني هو وهم لا يصدقه أحد، لا في الداخل اللبناني ولا في العواصم الكبرى المعنية بالملف اللبناني، بدءاً من واشنطن ومروراً بـالرياض ووصولاً إلى تل أبيب.

ويعتبر أن هذا القرار ليس مجرد خطوة سياسية عابرة، بل هو مدخل لمسار طويل، يحمل في طياته محاولة لنزع الشرعية الوطنية عن المقاومة وتحويلها إلى "جهة خارجة عن القانون"، مما يمهد لتجريمها وتجفيف بيئتها السياسية والاجتماعية والمالية.

دور الحكومة و"الوصاية" الخارجية
وينتقد الأمين تعامل الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام مع ملف سلاح المقاومة، معتبراً أن الطرفين يتصرفان على أساس أن "مهلة السماح" الممنوحة لهما من الخارج قد انتهت، وأن عليهما الآن إثبات الالتزام بشروط الأطراف التي أوصلتهما إلى الحكم، وتحديدًا الولايات المتحدة والسعودية.
وأضاف أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يواجه في المقابل تحديات كبيرة، تتعلق بتمثيله ودوره كممثل للشيعة في لبنان، في وقت يسعى فيه هذا المشروع إلى "تحجيم الحضور الشيعي" على مختلف المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

اظهار أخبار متعلقة


أكثر من نزع سلاح
وأشار الكاتب من خلال المقال إلى أن هذا المشروع لا يقتصر على السلاح كمادة عسكرية، بل يتعداه إلى تجريم البيئة الداعمة للمقاومة، عبر استهداف المؤسسات الاجتماعية والخيرية والتربوية المرتبطة بها مثل "القرض الحسن" و"مؤسسة الشهيد".

وحذر من أن الخطوة التالية قد تشمل سحب تراخيص المدارس والمستشفيات والمراكز التعليمية التي تتلقى دعماً من مؤسسات تصنَّف على أنها "تابعة للمقاومة"، في سياق يسعى إلى إلغاء الفكرة من الجذور، وليس فقط تحجيم أدواتها.

هدف سياسي – انتخابي؟
ويربط الأمين هذه التطورات بالسياق السياسي المحلي، لاسيما الانتخابات النيابية المقبلة، مشيراً إلى أن أحد أهداف مشروع نزع السلاح هو محاصرة حزب الله سياسياً، وفرض عزلة عليه تمنع تشكيل تحالفات أو حتى الحوار معه، مما يفتح الباب أمام تشكيل لوائح انتخابية تُصمم من الخارج لخدمة أجندات محددة، بل ويدعو ساخراً إلى تخيل أن يختار رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري أسماء النواب الجدد!

المقاومة ليست في موقع الدفاع
ورغم حجم التهديدات، شدد الأمين على أن المقاومة وبيئتها ليستا في موقع الانفعال أو الذعر، بل تدرك أبعاد المشروع، وترى أنه استمرار لمخططات أميركية – إسرائيلية – سعودية تستهدف قوى التحرر في المنطقة.

واختتم الأمين المقال بأن المقاومة، التي تواجه عدوان الاحتلال الإسرائيلي والضغوط الاقتصادية، قد تجد نفسها قريباً مضطرة إلى مراجعة سياسة الانفتاح التي اتبعتها في الفترة الماضية، لمواجهة هذا التصعيد غير المسبوق.
التعليقات (0)

خبر عاجل